
في تطور مثير يعكس حجم التصدعات داخل النظام الجزائري، كشف المعارض الجزائري المقيم في الخارج، سعيد بنسديرة، عن حادثة دبلوماسية غير مسبوقة، بطلها أحد السفراء الجزائريين المعتمدين لدى دولة أوروبية، والذي قرر ـ وفقًا للتسريبات ـ عدم العودة إلى الجزائر عقب انتهاء مهمته الرسمية.
وبحسب ما أورده بنسديرة، فإن السفير ـ الذي لم يُكشف عن هويته لدواعٍ أمنية وقانونية ـ تقدم بطلب لجوء سياسي لدى سلطات الدولة الأوروبية التي كان يمثل فيها الجزائر، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها تعبير عن يأس عميق من واقع النظام الحاكم في البلاد. غير أن طلب اللجوء قوبل بالرفض نظراً لوضعه الدبلوماسي، ما أدخله في وضع قانوني شائك، يُقيم بموجبه حالياً في تلك الدولة بشكل غير قانوني.
ورغم خطورة هذه الواقعة، لم يصدر حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي بيان رسمي من وزارة الخارجية الجزائرية، الأمر الذي فُسِّر على أنه محاولة لتفادي تسليط الضوء على قضية قد تُحرج السلطات وتثير تساؤلات داخلية وخارجية بشأن استقرار السلك الدبلوماسي الجزائري.
وتأتي هذه الحادثة، في وقت تسعى فيه الحكومة الجزائرية إلى تحسين صورتها على الساحة الدولية، لتُضيف مزيدًا من الشكوك حول التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي للسلطة، والواقع الذي تعيشه مؤسسات الدولة، وعلى رأسها السلك الدبلوماسي، الذي يبدو أنه لم يَعُد في منأى عن حالة الاحتقان التي تضرب النظام من الداخل.
مراقبون يرون في هذه الواقعة مؤشرًا خطيرًا على تصدع ولاء النخبة السياسية والدبلوماسية للنظام، حيث لم يَعُد الهروب خيار النشطاء فقط، بل أصبح أيضًا ملاذًا حتى لبعض من يمثلون الدولة في الخارج.
Be the first to comment