بمناسبة يوم السياحة العالمي 2023 الذي يُحتفل به في 27 سبتمبر؛ استضافت مدينة مراكش منتدى حصريا
تحت شعار: ” الحكمة والتضامن والصمود المرن لإعادة البناء معًا”، للتأكيد من جهة، إلى دعم المغرب المطلق للموضوع
الذي اختارته هذه السنة المنظمة العالمية للسياحة: ” دعم السياحة والإستثمارات الخضراء، الاستثمار في الكوكب والناس والرخاء “، ومن جهة أخرى، لإبراز صمود المغرب ومراكش و”بهج تها” بعد الزلزال؛ وقدرة المغاربة على التعافي واستقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
لقد نجح احتفال المغرب باليوم العالمي للسياحة في مراكش نجاحا حقيقيا، وذلك بفضل البرنامج الغني الذي تم
وضعه، بشكل تشاركي طيلة يوم ين متتاليين، حيث ساهم في أنشطته المتنوعة جميع المهنيين والفاعلين في هذا القطاع الحيوي لبلادنا:
- بدأ البرنامج بحفل استقبال للوفود المشاركة وكذا لكل المسافرين في مطار مراكش المنارة حسب التقاليد المغربية.
- خيمة ثقافية بجامع الفنا تظهر طقوس وتقاليد الضيافة المغربية، من خلال تنظيم عملية استقبال سياحي كبير من طرف الجمعية الجهوية للمرشدين.
- تنظيم أنشطة تضامنية ثقافية وفنية بحديقة ماجوريل، التي انضمت إلى هذا الاحتفال من خلال استقبال الأطفال ذوي الإعاقة الحركية الذين أظهروا موهبتهم في الرسم من خالل إنتاج “لوحات” تصور بعض أبطال الوطن الذين تركوا بصماتهم على موجة التضامن المغربي إثر الزلزال الأخير.
- عرض ” تكنولوجيا الأسفار” وعرض جولة افتراضية في المدينة القديمة.
- كما تم نصب منطاد ضخم بألوان العلم المغربي في ساحة جامع الفنا، بحضور والي مراكش والسلطات
المحلية. وقد كان الهدف من هذه النشاط الرمزي التوضيحي، حسب المنظمين هو إبراز وتأك يد عزم كل الفاعلين في قطاع السياحة والمواطنين وكذا السياح األجانب الحاضرين صدفة، على رمزية مواصلة الجميع عملية التحليق في الأجواء لضمان الاستمرارية وهيكلة القطاع السياحي في إطار استراتيجيى تشاركي وتضامني.
لقد كان تنظيم المنتدى السياحي بمراكش، فرصة لرئيس الكنفدرالية الوطنية للسياحة، السيد حميد بن طاهر وللعديد من رؤساء الجمعيات المهنية والاتحادات السياحية، للتحدث عن القيم الأساسية للشعب المغربي ولإبراز قدرته على الصمود المرن، وذلك بإرسال رسائل قوية للمجتمع الدولي، من أجل تشجيع المسؤولين عن الصناعة السياحية على
االستثمار في المغرب وضمان مستقبل أخضر ومستدام لهذا القطاع االستراتيجي.
ومن جانبهم، تبادل المهنيون في مجال السياحة تجاربهم واستعرضوا الاستراتيجيات التي يجب اعتمادها للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية، مع بناء مستقبل أكثر صلابة واستدامة للسياحة في المغرب.
كما تبادل خبراء القطاع والممارسون وجهات نظرهم حول كيفية وضع وتفعيل آليات “الحكمة والتضامن مع الصمود المرن”من أجل إعادة البناء معًا” و”تنشيط صناعة السياحة” و”بناء مستقبل سياحة أكثر استدامة.”
وعلى العموم كان الاحتفال باليوم العالمي للسياحة بمراكش نجاحا وطنيا وجهويا بامتياز، وذلك بفضل تعبئة جميع الفاعلين المؤسساتيين في قطاع السياحة، والفاعلين الجمعويين، والباحثين من جامعة القاضي عياض، ومهنيي التواصل، المنخرطين جميعا في دينامية ضامنة للبناء التشاركي.
وتندرج هذه الدينامية التضامنية الجادة في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، التي حفزت المغاربة ليس فقط على المزيد من التعبئة والالتزام معًا من أجل إعادة الإعمار وإحياء الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، بل أيضا على لتحلي بالجدية والثقة الضرورية في مثل هذه الحالة، من أجل عالج وإعادة بناء المعنويات وتقوية نفسية
المواطنين المنكوبين، وإعادة الثقة في السياحة الوطنية، وهي مسؤولية أساسية بنفس القدر من الأهمية.