الساعة الإضافية و معاناة المغاربة

منذ اتخاذ حكومة سعد الدين العثماني سنة 2018 قراراً نهائيّا بشأن اعتماد “السّاعة الصّيفية” على طول العام، لم تتخلّ مجمل الجهات التي “أدانت ضرب البرمجة الاعتيادية للمواطنين بفرض هذا التوقيت” عن طرحها حتى اليوم، باستثناء “أحزاب سياسية عارضته حينها، غير أنها تواصل العمل به حتى الآن، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة”،

بشرى المرابطي، أخصائية نفسية باحثة في علم النفس الاجتماعي، قالت إن “ارتباط المغاربة بالساعة القانونية (غرينيتش) تتم إثارته من طرف الرأي العام كل سنة، وخاصة بعد انتهاء شهر رمضان”، مؤكدةً أن “تغيير الساعة تظهر آثاره السّلبية لدى الأسر ولدى الأفراد في فصل الشتاء خاصةً، وتحديداً في بداية النهار، حيث إن الخروج من البيت للعمل والدراسة يتمّ قبل طلوع الشمس مع ما يصاحب ذلك من برد قارس”.

وأضافت المرابطي أن “ما يثير سخط المغاربة ويؤثر على مردوديتهم وإنتاجيّتهم هو هذا التحول، لأن خروجهم في الظلمة أمر مغاير لما اعتادوا عليه منذ صغرهم”، مضيفةً أن “هذه الفترة المظلمة من المعروف أنها تخلق نفوراً وتبعث في النفس شيئاً من الاكتئاب، وذلك طبعاً على خلاف ضوء الشمس الذي يبعث في النفس نوعاً من الفرح والمتعة والنشاط”.

وأشارت المتحدثة إلى أن “السؤال يظل مطروحاً حول علاقة حركة القمر وباقي الكواكب في المجرة على تغيير الساعة، بمعنى: هل ساعة غرينيتش ترتبط بتوجهات أو بأفكار إيجابية لحركة القمر والكواكب وتغييرها يرتبط بشيء سلبي؟”، مشددة على ضرورة “أن يبحث في الموضوع علماء الفلك وأن يمدوننا بالنتائج لنفهم أكثر هذا التأثير”.

“ورغم أنه مع فصل الربيع والصيف تمحى دواعي الرفض المرتبطة بفصل الشتاء، لكن في اللاوعي الجمعي للمغاربة ارتبطت إضافة الساعة بكل ما هو سلبي نظرا لاعتبارات كثيرة، منها المحن التي تخلقها”، تقول الأخصائية ذاتها، مبرزةً أنه “بعد انتهاء شهر رمضان، يتعين أن تشرح الحكومة في تصريح وليس في بلاغ [إيجابيات] هذا التوقيت وأبعاده الاقتصادية الحقيقية على البلد، لأنه في غياب توضيح الإجراء المتخذ يقابله رفض وانتقاد”.