تواجه مدينة تامنصورت وضواحيها أوضاعًا صحية متدهورة بسبب غياب منظومة صحية فعالة، وهو ما دفع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، إلى التعبير عن قلقها واستنكارها الشديد لهذه الأوضاع. وأشارت الجمعية في العديد من بياناتها ومراسلاتها السابقة إلى افتقار المراكز الصحية بجماعة حربيل وتامنصورت إلى أدنى مقومات الخدمة الصحية، من نقص الكوادر الطبية والتجهيزات الضرورية إلى غياب المداومة الليلية، ما يضطر السكان للتوجه إلى مستشفيات مدينة مراكش التي تعاني أصلاً من ضغط كبير.
مدينة تامنصورت، التي تقارب ساكنتها 80 ألف نسمة، تفتقر إلى خدمات طبية أساسية، حيث تعتمد الحالات المرضية القادمة منها على مستشفيات مراكش حتى في الحالات البسيطة التي كان يمكن معالجتها محليًا. هذا الوضع يثقل كاهل الأسر المرضى الذين يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات، في ظل انعدام سيارات إسعاف مجهزة ومجهزة للاستخدام بشكل مناسب.
وفي هذا السياق، دعت الجمعية في بيان لها، إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الأوضاع الصحية، من خلال تعزيز المراكز الصحية الحالية بالكادر الطبي والتمريضي اللازم، وتوفير المعدات والشروط المناسبة لعمل هذه المراكز. كما طالبت بالإسراع في إخراج مستشفى مدينة تامنصورت إلى الوجود، والذي سبق الإعلان عن بدء أشغاله مرارًا، آخرها في عام 2022، برصد ميزانية تبلغ 132 مليون درهم لإنشاء مستشفى بسعة 50 سريرًا.
إلى جانب ذلك، شددت الجمعية على ضرورة إحداث دار للولادة بمدينة تامنصورت، وتجهيز المراكز الصحية بالمعدات الضرورية، وفتح المراكز المغلقة منذ سنوات مثل المركز الصحي المشترك بين دوار آيت مسعود ودوار القايد بجماعة حربيل، إضافة إلى إحداث مراكز صحية جديدة في مختلف أشطر المدينة.
كما طالبت الجمعية بوضع حد لاستغلال سيارات الإسعاف لأغراض غير وظيفتها الأساسية، وضمان توفيرها لخدمة السكان المحتاجين. ولم تغفل الجمعية الإشارة إلى أهمية توفير الحماية للأطر الصحية المداومة في المراكز الصحية، لتمكينهم من أداء مهامهم دون عوائق.
تأتي هذه الدعوات في ظل استمرار معاناة السكان، وسط تجاهل الجهات المسؤولة عن تحسين الوضع الصحي. وتجدد الجمعية دعوتها لتدخل عاجل يعيد الحياة للمراكز الصحية وينهي معاناة آلاف المواطنين الذين يفتقرون إلى خدمات طبية أساسية.
Be the first to comment