توجهت أزيد من 300 جمعية مدنية وحقوقية من مدينة مراكش (تتوفر الجريدة على لوائح منها موقعة ومختومة)، برسالة إلى الديوان الملكي بالرباط أول أمس الخميس، تناشد فيها جلالة الملك نصره الله ، بإنصاف مالكي مشروع استثماري كبير عبارة عن قيسارية تحت إسم “الساحة الكبرى” بمحيط ساحة جامع الفناء، بعد قيام السلطات بإيقاف المشروع منذ سنتين تقريبا دون أي مبرر قانوني وموضوعي على الأقل وبشكل يشويه الغموض، رغم توفر صاحب المشروع على الرخص والتصاميم القانونية الجاري بها العمل صادرة عن المصالح المختصة، تتوفر الجريدة على نسخ منها !!!
جاء قرار إيقاف المشروع الإستثماري بساحة جامع الفنا، بعد زيارة ميدانية ليلية خاطفة (الثانية صباحا من يوم الإحد 19 يناير 2020) للسيد والي جهة مراكش إلى ورش أشغال المشروع مباشرة بعد عودته على عجل من مدينة الصويرة.
ورغم أن القضاء الإداري أنصف صاحب المشروع بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية الإبتدائية بمراكش، حكمها باسم صاحب الجلالة، يقر إلغاء قرار إيقاف الأشغال. لكن السلطات وإلى حدود الساعة لازالت مصرة على إيقاف المشروع الذي سيشغل حوالي 700 يد عاملة في الوقت الذي تعيش فيه شريحة واسعة من ساكنة مراكش، حالة من البطالة بسبب الجائحة التي عطلت عدد كبير من القطاعات المرتبطة بالسياحة وبالإضافة إلى حرف ومهن متعددة.
كما عبرت فعاليات المجتمع المدني، عن استنكارها وشجبها لسياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها سلطات مراكش في الوقت التي تتغاضى فيه عن خروقات وتجاوزات عديدة بمشاريع محادية تتجاوز العلو المسموح ولا تحترم خصوصيات المدينة العتيقة، بل أكثر من هذا أنها غير معنية بأشغال الحاضرة المتجددة التي تشهدها مدينة مراكش حاليا.
وتساءلت فعاليات المجتمع المدني عن السبب الحقيقي وراء القرار المجحف في حق مشروع يحترم العلو المسموح به وخصوصياث المدينة العتيقة طبقا للتصاميم والرخص الصادرة عن مؤسسات دستورية مختصة، علما أن المشروع عبارة عن قيسارية قديمة معروفة بساحة جامع الفناء بها محلات تمارس التجارة منذ أربعينيات القرن الماضي. وأن أصحاب المشروع التجاري الموقوف هم أبناء مالكها الأصلي بعد وفاة أبيهم، ورغبة منهم لتحديثها في إطار قطاع تجاري مهيكل ومنظم، مع المحافظة على نفس النشاط والطابع المعماري الذي يميز مدينة مراكش وساحة جامع الفنا. فما العيب في ذلك تقول الشكاية؟
واستعطفت فعاليات المجتمع المدني، جلالة الملك، بإصدار تعليماته السامية، لإعطاء فرصة لهذا المشروع التنموي النموذجي، الذي يشرف مدينة مراكش وساحة جامع الفنا التاريخية، ويحافظ على الطابع المعماري للمدينة العتيقة، كما توضح الصور، تنفيذا للساسة المولوية الحكيمة التي مافتئت تشجع الإستثمار وتعتبره رافعة أساسية للتنمية الإقتصادية وتدعوا إلى إزالة العراقيل، لتعزيز فرص الشغل مع تبسيط الإدارة على المواطنين.