من قلب كأس إفريقيا … المغرب مملكة الأمن والأمان


مع اقتراب موعد انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025، تشتد الأنظار نحو المملكة المغربية، التي تستعد لاحتضان هذا الحدث الرياضي القاري بحماس كبير ومسؤولية أكبر، وفي صلب هذه الاستعدادات، يبرز الجهاز الأمني المغربي كأحد أعمدة نجاح التظاهرة، ليس فقط من خلال ما يقدمه من خطط تأمين داخلية، بل أيضا بالنظر إلى ما راكمه من تجارب دولية مشرفة جعلته يحظى بثقة واسعة من شركاء دوليين كبار.


إن الأمن المغربي لا يدخل هذا التحدي فارغ اليدين، بل يستند إلى سجل حافل من المشاركات في كبرى التظاهرات العالمية، حيث أثبت كفاءته وانضباطه واحترافيته، فقد كانت مشاركة عناصر أمنية مغربية في تأمين كأس العالم قطر 2022 محطة حاسمة في تأكيد هذا الحضور الدولي، حيث ساهمت تلك العناصر في حماية الملاعب والمنشآت والمرافق الحساسة، ضمن تنسيق محكم نال إعجاب وإشادة مختلف المتدخلين، من السلطات القطرية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما برز الأمن المغربي في تأمين الألعاب الأولمبية باريس سنة 2024، بما يعكس مدى ثقة العالم في القدرات الأمنية المغربية، خصوصا في التعامل مع الجماهير في المناسبات الكبرى.


وتأتي هذه الثقة الدولية انعكاسا مباشرا لقيادة مهنية هادئة وحاسمة، يمثلها المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني السيد عبد اللطيف حموشي، الذي بات اسمه رمزا للصرامة والاحتراف في مجال مكافحة التهديدات الأمنية، فلقد حظي حموشي بعدد من الأوسمة والشهادات الدولية، كان آخرها إشادة صريحة من أجهزة الأمن الفرنسية تقديرا لمشاركته في تأمين فعاليات الأولمبيات، ووسام رفيع المستوى من السلطات الإسبانية تكريما لدوره في تفكيك خلايا إرهابية تهدد الأمن الإقليمي، كما سبق وأن نال إشادة خاصة من الإدارة الأمريكية على دوره المحوري في التنسيق الأمني والاستخباراتي و نال كذلك شواهد تقدير من عدة دول خليجية و أوربية ، ما جعل منه أحد أبرز الأسماء في أمن منطقة المتوسط، وتعد هذه الجوائز الدولية شهادة حية على تحول جهاز الأمن المغربي من جهاز وطني إلى قوة إقليمية تحظى بالثقة والاحترام في المحافل الكبرى.


وإذا كان الأمن المغربي قد راكم رصيدا من الثقة والنجاح الإقليمي والدولي، فإن ما يشهده من استهداف شرس عبر حملات مشبوهة وممنهجة في بعض المنصات والوسائط الإعلامية ، هو محاولة بائسة للتشويش على هذا المسار الناجح، ومحاولة لضرب رموزه التي باتت تمثل نموذجا متقدما في مكافحة الإرهاب، وحماية الاستقرار، وبناء شراكات أمنية تحظى باعتراف القوى الكبرى.


إن استهداف شخصيات وازنة من قبيل السيد عبد اللطيف حموشي، ليس سوى محاولة لضرب المؤسسة الأمنية من خلال رمزها، في وقت أضحى فيه المستوى الأمني المغربي يزعج جهات لا تريد للمغرب أن يظهر كقوة مستقرة وذات سيادة في وقت يعرف فيه المجتمع الدولي توترات كبيرة، ومع ذلك، فإن صلابة المؤسسة، ودعمها المستمر من أعلى سلطة في البلاد، تجعلها عصية على الاختراق، ومرنة في مواجهة الاستفزاز.

إن هذا الاستهداف الإعلامي المغرض لا يمكن فصله عن الدور الريادي الذي باتت تلعبه المملكة في مجال الأمن الإقليمي، حيث يشكل المغرب اليوم عنصر توازن ضروري في المعادلة الأمنية الدولية، وهو ما يقلق البعض ويستفز البعض الآخر.
وبالتالي، فإن ما تتعرض له المؤسسة الأمنية من حملات ممنهجة، ليس فقط استهدافا لها، بل هو محاولة لضرب نموذج دولة بكامله، اختار طريق الاستقرار والسيادة الوطنية.


هذه النجاحات الكبيرة التي حققتها المؤسسة الأمنية المغربية هو ثمرة رؤية استراتيجية عملت على تطوير المستوى الأمني للمملكة، ليس فقط عبر التكوين المتواصل، ولكن من خلال تحديث الوسائل والتجهيزات، ودمج التكنولوجيا الحديثة في آليات التدخل والمراقبة، وينتظر أن تنعكس هذه المقاربة المتقدمة على الأرض خلال تنظيم كأس إفريقيا، حيث وضعت السلطات الأمنية المغربية خطة شاملة، تشمل المدن التي ستحتضن المباريات، على رأسها مراكش، الدار البيضاء، أكادير، طنجة، وفاس، وقد تم تعزيز هذه المدن بأجهزة مراقبة ذكية، وغرف عمليات رقمية، ووحدات أمنية متخصصة في تأمين الفضاءات العامة والملاعب والمناطق السياحية.


ما يميز هذه الخطة الأمنية هو طابعها الإنساني المتوازن، فهي لا تقوم فقط على الصرامة في التدخل، بل ترتكز على احترام الحريات العامة وكرامة المشجعين والزوار، من خلال توفير عناصر مدربة على التواصل والوساطة وضبط النفس.


ولا يخفى أن هذا الجهد الأمني الضخم لا يستهدف فقط ضمان السير العادي للبطولة، بل يحمل رسالة أعمق: تأكيد صورة المغرب كبلد آمن، مستقر، قادر على تنظيم أكبر التظاهرات العالمية بمعايير احترافية، فالرهان لا يتعلق فقط بتأمين التظاهرة الإفريقية، بل بصورة دولة تقدم نفسها للعالم كنموذج في التوازن بين الانفتاح والانضباط، بين الحفاوة والحزم.


لقد أصبحت التظاهرات الرياضية اليوم ساحة لتقاطع الأمن والسياسة والتنمية، والمغرب يدرك تماما أن نجاح كأس إفريقيا هو جزء من نجاح مشروعه الوطني الشامل. لذلك، فإن النجاح الأمني للبطولة هو تتويج للمؤسسة الأمنية لتراكم طويل من العطاء الناتج عن سيرورة من التكوين والتجربة ، ورسالة قوية موجهة لإفريقيا والعالم بأن المغرب هو مملكة الأمن و الأمان و الاستقرار .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*