مما لاشك فيه أن للصوم تأثيراً على الصائم من ناحية جسمانية، إضافة إلى الناحيتين الدينية والاجتماعية. خاصة أن ملايين المسلمين يصومون خلال شهر رمضان، من مطلع الفجر إلى غروب الشمس لمدة 30 يوما.
وقد وافق حلول شهر رمضان في السنوات الأخيرة أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي، لذا أصبحت فترات النهار أطول مع حرارة الطقس.
لكن تعتبر أول يومين هما أصعب فترة صيام لأن جسم الإنسان لا يدخل، من الناحية الفيزيولوجية، في “حالة صيام” إلا بعد ثماني ساعات من تناول آخر وجبة.
إذ يعد هذا الوقت هو الفترة التي تنتهي فيها الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام. وبعد ذلك تستعين أجسامنا بالغلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة. مما يساهم في إنقاص الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول، فضلا عن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
ويعد شرب الماء ضروريا بعد انتهاء يوم الصيام، لاسيما عندما يوافق شهر رمضان أشهر الصيف.
إلا أن انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب ضعفا وحالة خمول، وقد يصاب المرء بالصداع والدوار والغثيان وصعوبة التنفس، عندما تصل مستويات الجوع إلى أشد درجاتها.
كما يعد من المهم جدا اتباع نظام غذائي متوازن من حيث المواد الغذائية، بما في ذلك بعض البروتين والأملاح والمياه.
ليتعوّد الجسم على الصيام ابتداءً من اليوم 8 إلى 15 من الصيام، حيث ستشهد تحسنا في الحالة المزاجية، بحلول المرحلة الثالثة، نظرا لتكيف الجسم تماما مع الصيام.
فيما يتم التخلص من السموم إبتداءً من اليوم 16 إلى آخر يوم من الصيام، حيث يكون الجسم متكيفا تماما مع عملية الصيام.
ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد خلال هذه الفترة لعملية التخلص من السموم.
وعلى الرغم من أن فترة الصيام لمدة شهر فترة جيدة، إلا أنه لا يُنصح بالصيام لفترات أطول على نحو متواصل.
لأن الجسم سيتوقف في النهاية عن تحويل الدهون إلى طاقة، وبدلا من ذلك يتحول إلى العضلات، وهو أمر غير صحي ويعني أن الجسم سيشعر بالجوع الشديد.
في حين ينصح أخصائيوا التغذية أن الصيام المتقطع (باستثناء رمضان)، سيكون البديل الصحي الأفضل من الصيام المستمر لعدة أشهر في المرة الواحدة.
لذا ينبغي أن يسمح صيام رمضان، بتجديد إمداد الجسم بالطاقة يوميا، مما قد يعني أنك تنقص وزنك دون حرق أنسجة العضلات القيمة.
Be the first to comment