محمد السعيد مازغ
لم يحطم العداء العالمي هشام القواحي المراكشي ولد الحي الشعبي بسيدي يوسف بن علي مراكش الرقم القياسي فقط لماراطون مراكش الدولي في دورته 31 ، والتي أجريت صباح يوم الأحد 26 يناير من السنة الجارية، بل حطم جدار التباهي والإحتكار الذي يفرضه الكينيون والاثيوبيين على رياضة العدو الريفي، بسيطرتهم المطلقة على مجريات السباق مند مدة زمية ليست بالقصيرة.
وعلى المستوى الداخلي، عرَّى هشام القواحي على القدر الذي يخفي الشمس بالغربال، ويكشف عن الطابو المضروب على شباب الأوساط الشعبية الفقيرة والمتوسطة الدخل، الذين يحققون النجاحات بفصل مجهوداتهم الخاصة، وبإمكانياتهم الذاتية، في غياب بنية تحتية ومدارس رياضية مجانية متخصصة، وفي غياب التشجيع والتحفيز والتوجيه.
وفي هذا الإطار، لا يسعنا الا أن نتساءل: ـ ماذا استفادت مدينة مراكش من 31 دورة ماراطونية ؟ ، ولم لم تسهر الجمعية المنظمة للماراطون السنوي بتكوين وتأطير شباب المدينة وتهييئهم لهذه المنافسة التي تستفيد فيها الجمعية من الدعم المادي والمعنوي، ويحصد فيها العداؤون الأجانب الجوائز، وحده الشباب المحلي المشارك يودع المسابقة بلا ” حبة حمص ” كما يقول المثل الشعبي، اللهم كلمات الثناء التي تعودت الأذن على سماعها، والتي يرددها المسؤولون في كل مرة :” لا تهم النتيجة، المهم هو المشاركة .
إن المتتبع لمجموعة من التظاهرات ، يتأكد له بالملموس، أن العديد من جمعيات المجتمع المدني، اليوم تهتم بالمظاهر والبهرجة، والعمل على خلق ” الجوقة ” في المشاركين، الجوقة “في المصورين،” الجوقة ” في الصحفيين والمدونين، ثم تنتهي بالتهليل والإفتخار بما تحقق من نتائج، على المستوى التنظيمي، وكأن الجمعية هي التي كانت توزع رجال الأمر، قبل صلاة الفجر في عدة أماكن وممرات التي يمر منها العداؤون، وجيشت كل عناصرها للحفاظ على الامن طيلة مراحل السباق وبعده، وكأن الجمعية أيضا هي التي شجعت السياحة، وأنعشت الاقتصاد المحلي بجلب السياح والجمهور العائق للعدو الريفي، وبذلك قطعت مع الفقر والحاجة., ….”…
إن من يعرف الأسماء الرائدة في المارثون الدولي، والتهييئات التي يقوم بها أبرز العدائين من أجل المشاركة و التربع على عرش الماراطونات العالمية، يدرك معنى الهزيمة والانتصار، خاصة منهم امثال الكيني إيليود كيبتشوجي الذي حقق رقما قياسيا عالميا جديدا في سباق الماراثون سبتمبر 2018، والعداء أمون كيبروتو، وويلسون كيبسانغ وغيرهم. يدرك قوة هذا الشاب الذي استطاع أن يخرج من فضاء مغلق إلى عالم الشهرة، بعد أن أفسد على المتنافسين كل الخطط المدروسة، وبالتالي نجح في تفنيد كل التوقعات الصادرة عن خبراء ميدان ماراطون، والممارسين للعدو الريفي الذين لم يكون أحدهم يتوقع ان يبرز نجم الماراثون من المدينة المنظمة، والأنكى من ذلك، انه لم يكتف بالحصول على المرتبة الأولى لكن بتحطيم الرقم القياسي، وتحقيق توقيت ساعتين و06 دقائق و32 ثانية، متجاوزا بذلك اخر رقم كان بحورة العداء الكيني ستيفان طوم، وهو ساعتين و6 دقائق و35 ثانية.
كان علبنا الانتظار أزيد من عقد من الزمن، وتنظيم 31 دورة لتنجب ارض مراكش التي تنظم كل سنة ماراطونها الدولي، بطلا مراكشيا عالميا. لأن اهتمام المنظمين ينحصر في الإعتماد على المساهمين الداخليين وأيضا مساهمات العدائين والاندية المساركة، وحتى أحين أعلنت اللجنة المنظمة عن افتتاح قرية الماراطون، بشرنا رئيسها بالأنشطة المبرمجة والتي تتضمن الأغاني والرقصات الفولكلورية، فنعم الرياضة، ونعم التشجيع والتطوير وخدمة الصالح العام