بالفيديو//منتجع أوريكا بعد الحجر الصحي غياب الزبائن وصمت كصمت القبور.

محمد السعيد مازغ

من يزور منتجع أوريكا يقف على الحالة المتردية التي تعيشها المنطقة التي تعتمد في الأساس على السياحة الداخلية والخارجية، وبسبب الحجر الصحي أضحت أوريكا كالأرملة المنكوبة، يقف أصحاب المطاعم والمقاهي أمام محلاتهم المزينة كراسيها بألوان قزح، وهم يترقبون الآت من الزوار، ولكن تجري الرياح بما لا يشتهيه المنتجع، لا زبائن، ولا ضجيج، ولا سيارات، سكون وصمت كصمت القبور، لا يكسره سوى خرير الماء الجاري في الواد. أو رنين نحلة تائهة بين الموائد تتحسس حبوب سكر منفلت من بقايا شاي منعنع .
ـ هل تعتمد منتجع أوريكا على السكان المحليين ، وما هي أفضل المناطق السياحيةّ ؟


مطاعم ومقاهي أوريكا، نادرا ما يؤمها ساكنة المنطقة كزبائن، فهي تعتمد في نشاطها التجاري على الزوار الذين يقدمون من مراكش والدار البيضاء وباقي أنحاء المغرب خاصة منطقة أغبالو، وولماس، أما السياح من الجنسيات الأجنبية، فأغلبهم يفضلون منطقة سيتي فاضمة، لقربها من الشلالات التي يعشق السياح زيارتها، وتناول وجبتهم الغذائية على ضفاف النهر.

اختيار صعب: السلامة من الجائحة مصحوب بكساد قاتل، أو نشاط تجاري محفوف بمخاطر صحية .
فبحكم تصنيف منطقة أوريكا ضمن المنطقة الأولى، لكونها خالية من الإصابات بجائحة كورونا المستجد، فإن الدرك الملكي بالمنطقة، يقفون في وجه كل زائر لا يتوفر على رخصة عبور الحدود، أو كل سيارة قادمة من المنطقة 2 ، فيمنعون أصحابها من ولوج المنطقة، وبقدر ما يدخل هذا الإجراء في إطار الاحتياطات اللازمة، وحماية الساكنة من إمكانية تفشي الوباء إليها عبر الزوار، بقدر ما تضر باقتصاد المنطقة المحرومة من مداخيل مهمة ، خاصة في فترة الصيف.


يقول أحد الساكنة:” منتجع أوريكا من أجمل المناطق وطنيا وعالميا، وهبها الله جبالا راسية، وخضرة طول السنة، ومياه منسابة عذبة رقراقة، وهي السر في الإقبال على أوريكا خاصة في فصل الصيف، فيستفيد الجميع، أصحاب المحلات التجارية، البازارات، الطاكسيات، الفنادق ودور الكراء، المقاهي والمطاعم…


وبتوقف النشاط السياحي، والحجر الصحي، وحالة الطوارئ المضروبة على المدن، طبيعي، أن تعاني أوريكا كغيرها من الجائحة. نحن امام معادلة صعبة، إما أن نستمر في إغلاق الحدود حماية لنا من جائحة كوفيد 19 ، ونقبل بالموت الاقتصادي وآثاره الكارثية على الساكنة، وإما أن نستقبل الزوار، وتسترجع التجارة عافيتها، ونغامر بمنطقتنا التي يمكن أن ينتقل اليها الوباء عبر هؤلاء الزوار.

ماذا عن الجانب الأخلاقي في المعاملات، وما حقيقة ما يروج قبل الجائحة عن سيادة الغش، فوضى الاثمنة وانعدام النظافة؟

في سؤال متعلق بالجانب الأخلاقي في المعاملة، وما يتحدث عنه البعض من سوء خدمات بعض المطاعم على مستوى مياه الشرب، واللحوم المعروفة ب ” الغايبة “، وفوضى الأثمان، وانعدام النظافة…


إذا انعدم الضمير، وساد الجهل، وانحرفت النفس إلى طمع الدنيا وملذات الحياة، اصبح الحديث عن القيم دون جدوى، فإنه من الصعب، أن نضع على رأس كل محل تجاري مراقب خاص لا يتحرك ولا يبرح مكانه.


الإنسان عليه أن يخشى الله، ويعلم أن الغش من المحرمات المنهي عنها، ولا يفلح الغشاش ولو فلت من العقاب، وامتلك مالا وعقارا.
فالمشاكل هي عديدة ومتنوعة، يكمن بعضها في ضعف مراقبة ما يقدم للزوار من أطعمة، وأيضا التسيب والفوضى في الأثمنة، ولمعرفة أصل المشكل ينبغي ربط مجموعة من العوامل مع بعضها، للخروج باستنتاجات يمكن اعتمادها في عملية تقويمية.


فحين يصل كراء محل على جانب الوادي، 40 ألف درهم للشهر الواحد وأكثر، فإن المشغل أو المكتري يفكر في استرجاع أمواله أضعافا مضاعفة، وبالتالي، فهو يحدد الأثمنة وفق أهوائه، ويبحث عن كل سبل الربح المادي دون مراعاة لما يترتب عن مثل هذه السلوكات من انعكاسات خطيرة على سمعة المنطقة، ثانيا أن الإقبال الشديد على المطاعم، يتولد عنه ضغط في جودة الخدمات، وكل صاحب محل ، يسعى للرفع من أرباحه والاستفادة من الظرفية.

المكتري يشغل اليد العاملة، وعليه مجموعة من المصاريف والالتزامات، وهو لن يغطيها إلا أذا كانت الحركة الاقتصادية نشيطة.
وفي استفسار الجريدة لأحد أصحاب المطاعم، أكد أن الفساد الخلقي ليس منحصرا في منتجع اوريكا فهو بصفة عامة مستشري في كل مكان، ومن باب الحيف إصدار أحكام قيمة، فمجموعة من المطاعم تحترم نفسها، وتعمل على تقديم خدمات ذات جودة عالية، وتشرف ميدان الفندقة ووجه المدينة، ومنها من لا يهمه سوى نفسه، وهذه الفئة، هي معروفة لذى أغلب الناس، وبالتالي، فهي إما أن تستحضر الله في معاملتها، وإما أنها ستجد يوما نفسها في مزبلة التاريخ.

إجراءات احترازية متوفرة، وضمانات صحية ، وأمل في الخروج من الأزمة والضائقة.

السيد عبد اللطيف صاحب مقهى ومطعم أدرار، يعتبر أن الزبون اليوم هو سيد نفسه، يختار المكان المناسب للجلوس، وهو حر في أن يختار ما يعشقه من ” الطواجن ” المعروضة الخاصة بالمطعم، أو يقتني اللحم والخضر التي يشتهيها، ويتكلف المطعم بالطبخ، وأضاف، نحن نهيء الوجبات أمام أعين ضيوفنا، وهم يعاينون العملية من بدايتها إلى نهايتها، كما نحرص على سبل النظافة من ماء الشرب الذي يجلب من البئر، بعيدا عن ماء الوادي، وماء النظافة، كما نحرص على اتخاذ كل الاحتياطات الإجرائية سواء على مستوى العاملين ، أو الزوار، وأشار إلى الفضاء الرحب، والتباعد بين الطاولات، والهواء الطلق، والطقس المعتدل، وكلها عوامل مشجعة على تشجيع السياحة الداخلية ، والسماح للزوار بولوج المنطقة، لأن الكثير من الأسر تضررت من الجائحة، وتحتاج إلى المزيد من الدعم، من أجل الخروج من الضائقة، والعودة إلى الحياة الطبيعية