
في حديث أدلى به لقناة (ام 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، يتحدث الكاتب العام للجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بمراكش- آسفي، السيد مصطفى أماليك، عن استئناف النشاط السياحي بالمدينة الحمراء، وعن العوامل التي تقف وراء هذا الانتعاش، وعلى الخصوص، ظهور أسواق جديدة مصدرة للسياح، وتطوير السياحة الوطنية. 1 – على الرغم من سياق عالمي مطبوع بعدم اليقين، إلا أن الاقبال على الوحدات الفندقية والإقامات السياحية كان مرضيا خلال شهر ماي في مراكش، هل يتأكد الانتعاش ؟
بالفعل، بعد سنتين من الأزمة غير المسبوقة التي وضعت قطاعنا في حالة اضطراب تام ، استعاد النشاط السياحي أخير ا مجده السابق وتأكد الانتعاش منذ شهر فبراير من السنة الحالية على وجه الخصوص، و الأرقام في ارتفاع مع إعادة فتح المجال الجوي .سجلنا في مؤسسات الإيواء السياحي، معدل ملء بنسبة 62 بالمئة خلال شهر ماي، أي بزيادة طفيفة مقارنة بالمعدل المسجل خلال الشهر ذاته من سنة 2019 ، وهي سنة مرجعية قبل الأزمة الصحية، مع نمو عالمي بنسبة 10 بالمئة. هذا الانتعاش استمر خلال شهر يونيو بمعدل ملء بنسبة 60 بالمئة، والذي يقترب إلى حد ما من المعدل المسجل سنة 2019. ويتعلق الأمر باستئناف النشاط وانتعاش يتأكدان تدريجيا. 2 – ما هي العوامل التي تفسر هذا الانتعاش؟
تبقى إعادة فتح الحدود أحد العوامل الرئيسية في هذا الانتعاش، ذلك أن السياحة الدولية تعتمد على النقل الجوي، وقد عاينا، بالفعل، إعادة برمجة رحلات من قبل شركات الطيران، وبالتالي إعادة الربط الجوي مع الأسواق المصدرة للسياح.
هناك عامل آخر وراء هذا الانتعاش لقطاع السياحة، يعود إلى قرار الحكومة “الذي طال انتظاره” تخفيف شروط الدخول إلى التراب الوطني، ولا سيما إلغاء اختبار (بي سي آر).
وبعد هذا الإعلان الهام للغاية، لاحظنا تدفقا مستمرا على وجهتنا السياحية، مما مكننا من استعادة حصصنا في السوق، التي كنا قد فقدناها خلال فترة إغلاق الحدود.
ولا ينبغي نسيان استئناف عملية “مرحبا” منذ يونيو الماضي وعودة المواطنين المغاربة من مختلف أنحاء العالم إلى بلدهم الأم. 3 – بالإضافة إلى الأسواق الخارجية التقليدية، ما هي الأسواق الجديدة التي تستهدفها وجهة مراكش؟ هل لعبت السياحة الوطنية دور ا في إنعاش النشاط السياحي؟
الأسواق التقليدية، وفي مقدمتها الأسواق الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والألمانية مهمة للغاية ويتعين بطبيعة الحال الحفاظ عليها وتطويرها أكثر، ولكن ينبغي في الوقت نفسه الاشتغال على أسواق أخرى تتعلق بالمسافات المتوسطة والطويلة، كما هو حال السوق الإسرائيلية التي تتطور بسرعة.
هناك أيضا سوق السياحة الأمريكية التي يقوم المغرب بتطويرها، ويتعين أن نشيد، في هذا السياق، بتعيين المكتب الوطني المغربي للسياحة مندوب له في نيويورك ، مما سيمكن من تأمين ترويج مستمر للمغرب كوجهة سياحية على مستوى هذه السوق التي تكتسي أهمية كبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن السوق الصينية كانت قد دخلت قبل الأزمة الصحية في مرحلة تطور جيد بعد إلغاء التأشيرة، حيث سجلت نموا بأكثر من 300 بالمئة، ويتعلق الأمر بالفعل بسوق ستعود إلى سابق عهدها، ويتعين استهداف أسواق أخرى، وعلى الخصوص سوق أمريكا اللاتينية (البرازيل، المكسيك..).
وفي ما يتعلق بالسوق المحلية، ينبغي أن نذكر بأنها تمثل نسبة 30 بالمئة من النشاط السياحي، وتشمل هذه النسبة سياحة الأعمال.
وجدير بالتذكير بأن السياح المغاربة ساهموا بشكل كبير خلال فترة إغلاق الحدود، في إنعاش القطاع السياحي من خلال الاستجابة للعروض التي اقترحها أرباب الفنادق الذين لم يدخروا جهدا للتكيف مع هذه السوق المهمة للغاية