مخاوف إسبانية من لجوء المغرب للاستمطار وتلقيح السحب.

         

حذر خبراء إسبان من عواقب لجوء المغرب لاستمطار السحب تلقيح السحب، معتبرين أن بلادهم ستدفع ثمن لجوء الرباط لهذه التقنية الحديثة، وذلك رغم تأكيد عدد من الخبراء الدوليين في التنمية المستدامة بأن تقنية الاستمطار صديقة للبيئة وأن نتائجها مضمونة.

وذكرت صحيفة “إلتيمبو”، نقلا عن خبراء بيئيين، إن إسبانيا مدعوة لبدء التحضيرات “لظواهر غير مسبوقة” إذا لجأ المغرب لاستمطار السحب، مسجلين أن ذلك “سيؤثر علينا بشكل مباشر، خاصة مع التغيرات المتوقعة في الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة”.

PUBLICITÉ

ودعت الصحيفة المسؤولين الإسبان لمتابعة “هذا الوضع غير المعتاد”، مسجلة أن إسبانيا تعتمد على المزارعين لإنتاج أفضل المواد الخام، “ولذلك أي تغير مناخي نتيجة هذا المشروع المعقد قد يؤثر على نشاطهم، وبالتالي على إسبانيا بأكملها” بحسب تغييرها.

ويهدف تلقيح السحب إلى زيادة مستويات هطول الأمطار وإيجاد مصدر جديد للماء وتكثيف التشجير وتقليص رقعة التصحر. إذ تتم في هذه العملية تحفيز السحب من خلال استخدام الطائرات أو المولدات الأرضية وحقنها بجزيئات من الملح أو مواد كيمائية أخرى مثل يوديد الفضة فتتشكل بلورات ثلجية تتكثف في المطر أو الثلج.

وتؤدي هذه العملية بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لزيادة هطول الأمطار من سحابة واحدة بنسبة تصل إلى 20% في الظروف المثالية.

وزعم الخبراء الإسبان، وبحسب المصدر نفسه، أن هذا المشروع قد يؤدي لعواقب “خطيرة” على إسبانيا، أهمها تغييرات في الطقس والمناخ، مما يؤدي إلى فيضانات، وزيادة تآكل التربة، وتغير في الرطوبة الجوية، مشيرا إلى أن هذه التغييرات تؤدي إلى جفاف غير متوقع أو أمطار غزيرة.

وأشارت “إلتيمبو” إلى أن تأثيرات الهندسة المناخية للاستمطار لا تزال غير متوقعة “قد تؤدي هذه التعديلات إلى زيادة الظواهر الجوية المتطرفة مثل العواصف، والصواعق، والبَرَد، وحتى الأعاصير، وفقاً لبعض الخبراء”، ملمحة إلى إمكانية أن يتسبب ذلك في صراع جيوسياسي بين الدول المتأثرة مثل إسبانيا والمغرب بسبب تغييرات البيئة الناتجة عن قرار دولة واحدة.

وماي الفارط، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية توسيع برنامج “الغيث”، الذي يتم من خلاله تلقيح السحب لتجود بالمطر ليشمل مناطق أخرى، وذلك في إطار البحث عن كل ما من شأنه أن يواجه الجفاف الذي يضرب المملكة.

وبحسب المعطيات التي كشفت عنها المديرية، فإنه تم بين فاتح نونبر 2021 حتى 10 أبريل 2022 تنفيذ 27 عملية تلقيح، ومن نونبر 2022 إلى أبريل 2023 تم تنفيذ 22 عملية، مؤكدة أن العمل بالبرنامج أعطى نتائج مهمة لذلك قررت أن يتم العمل به في مناطق جديدة.

واعتمدت المملكة على استمطار السحب في سنة 1984 بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني لمواجهة الجفاف، بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي،
وحاليا يتم توجيه تنفيذه من قبل لجنة وطنية عليا مكونة من منسق والدرك الملكي والمديرية العامة للأرصاد الجوية والقوات المسلحة الملكية.

ويتوفر البرنامج على 20 موقعا أرضيا مجهزا بمولدات أرضية، موزعة على بني ملال وأزيلال والحاجبي مجهزة بآليات دقيقة لقياس المعطيات الخاصة بفيزياء السحب.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*