
عبد الهادي الفارسي
بعد مرور أكثر من 15 شهرًا على الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في 8 شتنبر 2023، لا تزال معاناة الناجين قائمة، حيث يواجه الكثير منهم ظروفا معيشية قاسية داخل خيام بلاستيكية مهترئة.

وبعد صيف حارق وخريف عاصف اقتلعت فيه الرياح بعض الخيام، يواجه السكان شتاءً شديد البرودة يتسم بتساقط الثلوج والأمطار الغزيرة التي أغرقت الخيام وحاصرت الأسر، مما زاد من معاناتهم اليومية.

كما تُظهر الصور ومقاطع الفيديو القادمة من المناطق المتضررة مشاهد مأساوية لخيام مغمورة بالمياه وأخرى أثقلتها الثلوج، ما يعكس وضعًا كارثيًا يهدد حياة مئات الأسر. ويقول منتصر إثري، أحد الناشطين والضحايا، إن السكان يعيشون “معاناة مضاعفة”، مشيرًا إلى أن هذه الظروف القاسية تعمق جراح الضحايا الذين يقضون شتاءً ثانيًا داخل هذه الخيام.
وأضاف أن ما يعيشه المتضررون يثير تساؤلات حول طريقة تدبير هذا الملف من قبل السلطات، منتقدًا الفجوة بين التصريحات الرسمية وواقع الحال. ودعا إلى تسريع تنفيذ توجيهات البلاغ الملكي الصادر في 14 شتنبر 2023، الذي ركز على إعادة الإعمار وضمان إيواء المتضررين بشكل يليق بكرامتهم.
ورغم مرور الوقت، لا تزال بعض الأسر لم تحصل على الدعم الموعود، وهو ما عزاه إثري إلى “تلاعبات وخروقات” ارتكبها أعوان السلطة، حيث استُغل الملف لتحقيق مصالح شخصية. وطالب بفتح تحقيق شامل ومستقل للكشف عن هذه الممارسات ومحاسبة المتورطين فيها.
وفي موازاة ذلك، يواجه الضحايا معركة أخرى تتعلق بحرية التعبير، إذ يُحاكم سعيد أيت مهدي، رئيس تنسيقية ضحايا الزلزال، وثلاثة آخرون بسبب احتجاجاتهم السلمية للمطالبة بإنصاف المتضررين. ويؤكد الناشطون أن الحوار العقلاني هو السبيل الأمثل لمعالجة القضايا بدلاً من اللجوء إلى تكميم الأفواه.
وفي ظل هذه الأوضاع، يتجدد النداء إلى السلطات للتحرك العاجل وإنقاذ الأسر المتضررة من براثن البرد والجوع، وتوفير مأوى آمن يقيهم من مخاطر الشتاء، مع محاسبة المسؤولين عن أي تأخير أو تجاوزات تؤدي إلى تعميق معاناة الضحايا. الوقت لم يعد في صالحهم، والمعاناة أصبحت أقسى من أن تُحتمل.
Be the first to comment