
جامع الفنا بريس
شهدت ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش، عصر اليوم الجمعة، حادثا مثيرا أثار استياء الزوار والمواطنين على حد سواء، بعد أن نشب عراك عنيف بين حوالي 5 نساء يشتغلن في نقش الحناء “نقاشات”، تطور إلى استعمال سكين وإصابة إحدى المشاركات بجروح وُصفت بالطفيفة.
وبحسب مصادرنا، فإن الحادث وقع بسبب خلاف على استقطاب الزبائن من السياح الأجانب، ليتحول سريعًا إلى شجار علني كاد أن ينتهي بكارثة لولا التدخل السريع لعناصر الدائرة الأمنية الخامسة، الذين تمكنوا من السيطرة على الوضع وتفريق المتشاجرات.
وقد أسفر الحادث عن توقيف امرأتين، فيما تم الإفراج عن 3 أخريات في حالة سراح، بناء على تعليمات النيابة العامة، التي أمرت بفتح تحقيق في الواقعة لتحديد المسؤوليات.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش الدائر حول ظاهرة انتشار ممتهنات نقش الحناء “نقاشات” في الساحة، والتي أصبحت تؤثر بشكل سلبي على المشهد العام للساحة المصنفة تراثًا عالميا من طرف اليونسكو، حيث يستحوذ عدد منهن على مساحات واسعة من الفضاء العام المخصص للحلقة عبر نصب عدد كبير من الكراسي بطريقة عشوائية.
وفي اتصال مباشر مع الجريدة، طالب عدد من الفاعلين الجمعويين والتجار بساحة جامع الفنا والأسواق المجاورة، بتدخل حازم من السلطات المحلية لفرض النظام وتطبيق العقوبات في حق المخالفين، مشيرين إلى تكرار مشاهد الخصومات والصراعات امام السياح خاصة الأجانب.
ورغم المجهودات التي تبذلها السلطات المحلية تحت إشراف قائد الملحقة الوسطى من حين لآخر لتنظيم الفضاء، إلا أن الأصوات المطالبة بإجراءات أكثر صرامة، مثل الحرمان من ممارسة النشاط أو التوقيف النهائي، باتت تتعالى، أسوة بالإجراءات المتخذة في حق بعض بائعي الأطعمة وعصير الليمون بالساحة.
ويبقى الحفاظ على جمالية ساحة جامع الفنا، واحترام طابعها الثقافي والسياحي، أولوية ملحة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من سلطات محلية ومهنيين وفاعلين مدنيين.
Be the first to comment