الكلاب الضالة في الشوارع: معضلة متعددة الأبعاد تهدد السلامة العامة


بقلم: محمد الحجوي

تواجه المدن المغربية، كما هو الحال في العديد من دول العالم، إشكالية متنامية تتعلق بانتشار الكلاب الضالة في الشوارع. مشكلة لم تعد تقتصر على مظهرها العابر في الأحياء بل أصبحت تمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة وسلامة المواطنين.

من أبرز أسباب تفاقم هذه الظاهرة ضعف برامج التعقيم والتطعيم الخاصة بالحيوانات الأليفة، إلى جانب تخلي بعض المواطنين عن كلابهم نتيجة لعجزهم عن تحمل تكاليف الرعاية أو توفير الظروف الملائمة لهم، ما يسهم في تكاثرها بشكل عشوائي في الفضاءات العامة.

ويزيد من تعقيد الوضع غياب مراكز كافية لإيواء هذه الحيوانات ونقص المبادرات الحكومية الرامية إلى تنظيم أعدادها. ومع وجود كلاب قد تكون حاملة لأمراض خطيرة كالسعار (داء الكلب)، فإن التهديد يتحول من ظاهرة اجتماعية إلى خطر داهم. ولعلّ الحالة المأساوية الأخيرة التي شهدها إقليم قلعة السراغنة، حيث توفيت فتاة بعد تعرضها لعضة كلب ضال قبل أشهر، تؤكد خطورة الوضع وتدق ناقوس الخطر.

ويبقى السؤال مطروحاً إلى متى سيظل المواطنون عرضة لهجمات الكلاب الضالة أو حتى الحيوانات الأليفة غير المؤطرة، لا سيما حين تشعر هذه الأخيرة بالتهديد أو الجوع.

المطلوب اليوم تدخل فوري ومسؤول من الجهات الحكومية، إلى جانب جمعيات الرفق بالحيوان، عبر إطلاق حملات منتظمة لتعقيم وتطعيم الكلاب، وإنشاء مراكز إيواء فعالة، وتشجيع ثقافة التبني بدلاً من اللجوء إلى القتل العشوائي، الذي يثير استياءً واسعاً ويطرح تساؤلات أخلاقية حول كيفية تعامل المجتمع مع الكائنات الحية.

فما هو الحل؟
هل نكتفي بالتحسّر على ما يحدث؟ أم نحول هذا التحدي إلى فرصة لإعادة النظر في سياساتنا المتعلقة بالحيوانات الضالة، وضمان توازن بين حماية الإنسان وحقوق الحيوان؟

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*