استقبال الحكواتيين من جميع أنحاء العالم في مهرجان مراكش الدولي للحكاية في نسخته الثانية

لمراسم الحكي وثقافة الحكايات وأدبياتها تاريخ واسع الأكناف في حضارة المغرب. كانت فنون الرواية والقصة
ومجامع الحكواتيين دولة بين الخاصة والعامة في أوساط النساء األسرية وفي المنتديات العامة من مواسم وأسواق وساحات عمومية.

كان المجتمع “القديم” عبر العصور ينجح في إيجاد معاهد ثقافية عظمى مثل جامع الفناء، يتفّنن
في ابتكارها ويتعاهدها لمّدة قرون، يغذيها ويحفظ عليها كيانها بالعناء و المشقة وميزان اعتدالها بينّ المنفعي والروحي، وكأن الأمر تلقائيا.

فما يثير الاهتمام في تراث جامع الفناء هو قوة امتداده في التاريخ واستمراريته، علما أنه يمثل حيزا صغيرا من ملاحم المدينة المكتوبة والشفوية على السواء.


ويعد مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية من بين أهم الأحداث الثقافية الدولية في المغرب، حيث انه يعالج بشكل مباشر وغير مباشر قضية المكانة المعنوية الإنسانية والوظيفة الثقافية الروحية لفن الحكي بشكل خاص و الحلقه بشكل عام.

وكان للمهرجان وقع ايجابي على مدينة مراكش بكونه اول حدث ثقافي دولي على الصعيد الوطني بعد
الجائحة، حيث كان فاتحة خير للساحة الثقافية والفنية، كما كان رمزا لإعادة احياء فن الحكاية و حلقة الحكاية في ابرز واعرق الساحات في العالم، ساحة جامع الفناء.

وقد صرح السيد زهير الخزناوي مدير المهرجان والشريك المؤسس وفي هذا الصدد أن النسخة األوىل كانت بمثابة خطوة مهمة لإعادة توهج فن الحكاية بساحة جامع الفناء التاريخية، كما تسويق مدينة مراكش كوجهة للسياحة الثقافية.


وتنعقد الدورة الثانية لمهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية، موسم الحكايات، بين 13 و 19 فبراير 2023 تحت شعار “اصوات االسالف”. ستكون هذه الدورة بمثابة تثمين للماضي و أسلافه و نظرة للواقع و احداثه كما تصور للمستقبل برؤية ذات بعد تنموي مستدام.

يستقبل المهرجان في هذه الدورة اكثر من 60 حكواتيا يمثلون القارات الخمس كما 25 حكواتيا من نخبة الفنانيين المغاربة احتفالا بالبعد الإنساني الكوني لهذا الفن في ابها حاله وموسمياته، موسم الحكايات.

ومن المنتظر أن تكون النسخة الثانية من هذا المهرجان الدولي مناسبة احتفالية متعددة الثقافات تسمح بسرد الحكايات بمختلف اللغات واللهجات من بينها العربية، الدارجة، الأمازيغية، الإنجليزية، الفرنسية الإسبانية، الألمانية، الإيطالية، اليونانية، الروسية والفارسية…


وصرح السيد مايك وود رئيس المهرجان و الشريك المؤسس، أن المغرب يعيش طفرة نوعية من حيث النمو والتطور في مختلف المجالات ويجب استغلال هذا المعطي في الرفع من مستوى سمعة المملكة المغربية وخاصة بعد الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر. و نتوخى من هاذا المهرجان ان يكون بمتابت وصول المغاربة للنهائي. بعد كل الإنجازات التي حققها في دورته الأولى و المنجزات المراد تحقيقها في هذه الدورة.