مع اقتراب موعد بدء مشروع تهيئة وتثمين ساحة جامع الفنا ضمن برنامج تأهيل المدينة العتيقة، بهدف استعادة بريقها والحفاظ على مكانتها كتراث عالمي مصنف من قبل اليونسكو، أُثيرت تساؤلات واسعة حول غياب أعمال ترميم معلمين تاريخيين تضررا إثر زلزال الحوز العام الماضي، وهما صومعة “جامع خربوش” وصومعة المسجد المجاور لمركز الهلال الأحمر في محيط الساحة، مما أثار استياء فاعلي المجتمع المدني في المدينة العتيقة.
ويتضمن مشروع تهيئة الساحة التاريخية، الذي تبلغ تكلفته حوالي 4 مليارات سنتيم، مجموعة من الأشغال تشمل الإنارة، والتبليط، وترميم الواجهات والأسطح. وقد تم إعداد دراسة متكاملة لجميع مكونات وفضاءات الساحة بإشراف مكتب دراسات متخصص، وبالتنسيق مع خبراء ومهندسين معماريين لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة.
وفي تصريحات متطابقة، أكد نشطاء جمعويون من العاملين في فضاء جامع الفنا ومحيطه، أن عملية التهيئة ستظل ناقصة وغير مجدية ما دامت بعض “النقاط السوداء” ما زالت قائمة، وعلى رأسها آثار الزلزال ووجود ورش بناء “قسارية باب فتوح” التي أوقفت رخصتها لأسباب غير معلومة. كما طرح هؤلاء تساؤلات حول أسباب تأخر مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدم اهتمامها في إعطاء الأولوية لترميم الصومعتين العريقتين، لا سيما مع ارتفاع أعداد السياح الأجانب الذين يتوافدون على المدينة الحمراء ويحرصون على التقاط صور تذكارية مع مشاهد الآثار المتبقية من الزلزال.
وفي السياق ذاته، عبّر رئيس جمعية مهنية لتجار الساحة عن قلقه من تأثير مشهد الورشات المتوقفة على الصورة العامة للساحة، مشيرًا إلى أن هذا الوضع يترك انطباعًا سلبيًا لدى الزوار من مختلف الجنسيات.
تثير هذه التساؤلات الحاجة الملحة لإيجاد حلول فاعلة تعزز من الإطلالة الجمالية للساحة، استعدادًا للحدثين التاريخيين المرتقبين، كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، اللذين سيضعان مراكش في دائرة الاهتمام العالمي.
Be the first to comment