
في خطوة تصعيدية جديدة، أسقطت المعارضة بجماعة رأس العين الرحامنة، صباح اليوم الإثنين 12 ماي الجاري، جميع النقاط المدرجة في جدول أعمال دورة ماي، لتدخل الجماعة رسمياً في حالة “بلوكاج” تهدد مصالح الساكنة وتعطل عجلة التنمية المحلية.
وبعدما قاطعوا الجلسة الأولى التي كانت مبرمجة يوم الأربعاء الماضي، حضر 10 أعضاء من أصل 19 يشكلون المجلس، وصوّتوا بالرفض على كافة النقاط، وفي مقدمتها المصادقة على اتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي وجمعية “دار الطالبة والطالب” بالجماعة، وكذا اتفاقية مماثلة مع جمعية الرحامنة “دار الطالبة برأس العين”، بالإضافة إلى نقطة تتعلق بدراسة الوضعية الفلاحية بالجماعة.
هذا الرفض الجماعي يعكس عمق الأزمة السياسية والتنظيمية التي تعيشها الجماعة، في ظل ما بات يُوصف بـ”شلل مؤسساتي” يقوده خصوم الرئيس عبد السلام الباكوري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه بعد أن فشل في الحفاظ على الأغلبية.
مصادر من داخل المعارضة أكدت أن هذا التصعيد ليس وليد اللحظة، بل هو استمرار لنهج اتبعته الأغلبية المعارضة منذ شهور، بعدما سبق لها أن رفضت مشروعي ميزانية 2024 و2025 خلال دورة أكتوبر، كما أسقطت نقاطاً أساسية أخرى، مثل ملتمس دعم إصلاح السوق الأسبوعي، وبناء المجزرة الجماعية، وتعديلات دفاتر التحملات المتعلقة بكراء هذه المرافق الحيوية.
وتتكون المعارضة الحالية من 7 مستشارين عن حزب التجمع الوطني للأحرار، و2 عن حزب الاستقلال، بالإضافة إلى 3 مستشارين انشقوا عن حزب الرئيس، مما جعل هذا الأخير في عزلة سياسية خانقة. وتكمن خطورة الوضع في أن من بين هؤلاء المعارضين نائبيْن للرئيس ورئيسي لجنتين دائمتين، ما يعكس اتساع رقعة التمرد داخل الفريق الذي كان حتى وقت قريب متماسكاً.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأزمة ليست فقط سياسية، بل أخذت بُعداً رقابياً، بعد أن توجه الأعضاء المعارضون بشكايات رسمية إلى وزير الداخلية، والرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، وعامل إقليم الرحامنة، يطالبون فيها بفتح تحقيق مالي وإداري شامل في تدبير شؤون الجماعة، متهمين الرئيس بـ”تجاوزات واختلالات تخرق القوانين المنظمة للجماعات الترابية”.
ويرى مراقبون للشأن المحلي أن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي عمّر ثلاث ولايات متتالية على رأس الجماعة، بدأ يفقد تدريجياً قبضته، خصوصاً بعد خسارته للدائرة الانتخابية رقم 1 في الانتخابات الجزئية الأخيرة التي اكتسحها مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، مما يؤكد أن البساط يُسحب ببطء من تحت أقدام “البام” في معقله التقليدي.
Be the first to comment