معلومات مهمة حول وباء جدري القرود اللذي بدأ بالانتشار في أوروبا.

العالم حاليًا يشهد إنتشار مرض جلدي مرعب وهو «جدري القرود – Monkeypox»، وهو مرض فيروسي يصيب الإنسان والحيوان، وتم اكتشافه أول مرة سنة 1958 في أحدى المحميات الطبيعية لبعض القرود اللي كانت تُستخدم في الدراسات العلمية، اللي نقلت المرض للقوارض وتطور المرض بداخلها وانتقل للإنوأو، وأول حالة مُسجلة بشكل فعلي كانت سنة 1970 في الكونغو، والمرض حتى سنة 2017 كان منتشر بشكل كبير في نيجريا وبدأ المعدل يقل، ولكنه أعاد الانتشار مرة أخرى بشكل كبير في سنة 2022.

المرض حاليًا بدأ ينتشر مرة أخرى وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا، المشكلة أنه بينتشر بمُعدل سريع جدًا. أسبانيًا مثلًا لحدود الساعة مسجلة 7 حالات مؤكدة وفي 22 حالة تحت الفحص، كمان أيطاليا أعلنت عن أول حالة رسمية الأسبوع الماضي، بالإضافة لكندا أعلنت عن 17 حالة مؤكدة. الولايات المتحدة الأمريكية هيا الاخرى أعلنت عن أول حالة رسمية في ولاية ماساتشوستس.

أعراض المرض تظهر بعد 14 يوم من الإصابة بالفيروس (فترة الحضانة) وفي البداية تكون شبيهة بأعراض الأنفلونزا مع صداع وحمى وإرهاق مستمر، وبعد يحصل تورم في الغدد الليمفاوية، ويمكن تورم الغدد الليمفاوية هي العَرض اللذي يجعلنا نفرق بين الجدري المُتعارف عليه وبين جدري القرود، وبعد يحصل طفح جلدي على الفم واللسان وبطن الرجل والقدم. الطفح يكون على شكل فقاقيع مؤلمة ومليئة بالسوائل وتختفي بعد أسبوعين أو تلاته.

المرض ينتشر عن طريق التنفس سواء الاتصال بالقرب من شخص مصاب بالمرض أو أنك تستنشق بقايا الجلد الميت من فقاقيع الشخص المصاب، لأنها تسقط عالأرض وتطير مع الهواء.

المرض ليس خطير على الرغم أن ليس له علاج مُحدد له، ولكنه طالما تم السيطرة عليه من أول ظهور الأعراض، فسهل جدًا مع متابعة طبية دقيقة أنك تتخطاه، ولكنه يصبح مشكلة كبيرة في البلاد التي ليس لها رعاية صحية أو مع الأنسان المهمل في صحته، لأن المرض طالما وصل لمرحلة متأخرة فمعدل وفياته عالي.

من وجهة نظر تطورية، فالأمراض والأوبئة والحروب وكل ماهو مهلك للإنسان يُعتبر ضرورة بيولوجية ليقل عدد السكان اللي بتضغط على موارد الكوكب، فضلًا عن أن بيحصل غربلة للبشر ويظل الأصلح اللي قادر عالتكيف مع المتغيرات البيئية الجديدة.