
عاشت مدينة مراكش يوم أمس الخميس 29 دجنبر الجاري فوضى عارمة واختناق مروري غير مسبوق هم شوارع مقاطعتي المدينة وجليز وخصوصا منطقة جامع الفناء رغم الإنزال الأمني المكثف بعد إغلاق الممرات والازقة المؤدية إلى الساحة والأحياء المحيطة بها امام حركة مرور السيارات والدراجات بالإضافة إلى الراجلين، طيلة يوم أمس في ظل الاختناق المروري وغياب مراكن السيارات والمرافق الصحية التي تعاني منه المدينة العتيقة منذ سنوات. وذلك بسبب إقامة حفل موسيقي للمغني الكونغولي “ميتر دجيمس” Maître Gims بمناسبة رأس السنة الميلادية والذي تم نصب منصته بمدخل ساحة جامع الفناء على مدى 15 يوما من اشغال التركيب والاستعدادات، كانت هي الاخرى كفيلة بعرقلة حركية المرور إلى الساحة التي تعرف رواجا سياحيا متواصلا على مدار السنة.

وعرفت الساحة إنزال أمني كثيف بعد نشر عدد من القوات والعشرات من سيارات الشرطة ومثلها من الحرس الترابي والأمن الخاص وتشكيلات اخرى، خلقت حالة من الرعب والهلع في صفوف الساكنة والسياح وكأن المنطقة في حالة حرب.

يضاف إلى البلوكاج التي عرفته الحركة التجارية لمهنيي الساحة والأسواق المحيطة، الصخب الموسيقي الذي أزعج راحة الساكنة بالأحياء المجاورة وحرمها من النوم وكذلك بالنسبة لنزلاء الفنادق القريبة من الساحة إلى وقت متأخر من الليل حوالي الثانية صباحا بسبب الاصوات المنبعثة من مكبرات الصوت العالية التردد.

وامام هذا الوضع، استنكرت فعاليات المجتمع المدني وممثلي التجار والمهنيين في اتصال بالجريدة، إقامة مثل هذا الحفل الموسقي الصاخب داخل أسوار المدينة العتيقة بالساحة العالمية المصنفة كثراث شفوي مع إغلاق المنافذ وعرقلة المرور، في حين ان هناك ساحات اخرى بديلة كساحة 11 يناير وباب الجديد وغيرها. مذكرين أن ساحة جامع الفناء التاريخية لاتحتاج مثل هذه الانشطة المستوردة فهي تتوفر على عدد من الفرق الفلكلورية والثراثية التي تزخربها المدينة الحمراء، وتساءلوا عن الجهة المستفيدة من إقامة مثل هذا الحفل الذي مر في اجواء غير مناسبة بكل المقاييس رغم المجهودات الجبارة التي قامت بها السلطات المحلية والأمنية بمنطقة جامع الفناء.



