أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمراكش، مطلع الأسبوع الجاري، الحكم الابتدائي الصادر في حق مفتش شرطة ممتاز، مع قرار إضافي يقضي بإيداعه بمستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية والنفسية قبل تنفيذ العقوبة السجنية، وذلك إلى حين تماثله للشفاء التام. وأكدت المحكمة على خصم مدة الإيداع الاستشفائي من مدة العقوبة السجنية، كما ألزمت المتهم بتحمل الصائر والإجبار في الأدنى.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بذات المحكمة قد قضت، في فبراير الماضي، بإدانة الشرطي المتهم بـ15 سنة سجناً نافذاً، بعد متابعته بتهمة محاولة القتل، دون اعتبار ظرف سبق الإصرار، مع الإقرار بنقص مسؤوليته الجنائية أثناء ارتكاب الفعل، استناداً إلى تقارير الخبرة النفسية.
وتعود وقائع القضية إلى صباح الأربعاء 5 أبريل 2023، الموافق لشهر رمضان، حين قامت لجنة مكوّنة من قائد ملحقة الإنارة وأعوان السلطة وعناصر من القوات المساعدة، بمحاولة مداهمة شقة المتهم الكائنة بتجزئة الضحى – أبواب مراكش، وذلك بهدف التحقق من وجود مخالفات في البناء والاطلاع على التراخيص القانونية المتعلقة بالشقة.
وخلال هذه العملية، أقدم الشرطي، الذي كان حينها في حالة غير طبيعية وفق ما أورده مصدر أمني، على استخدام سلاحه الوظيفي بشكل غير مشروع، مطلقا 4 رصاصات أصابت إحداها قائد فرقة القوات المساعدة في فخذه، فيما تلقى عون سلطة رصاصتين على مستوى المؤخرة، ما استدعى نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى.
وفور الحادث، باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقاً موسعاً لتحديد ملابسات الواقعة. وتم توقيف مفتش الشرطة الممتاز، وحجز سلاحه الوظيفي وذخيرته، قبل وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية، ثم عرضه على أنظار الوكيل العام للملك الذي قرر متابعته في حالة اعتقال، مع إصدار ملتمس بإجراء تحقيق تفصيلي من طرف قاضي التحقيق، وهو ما تمت الاستجابة له.
كما قضت المحكمة بإبقاء المتهم رهن الاعتقال الاحتياطي إلى حين نقله إلى مستشفى الأمراض العقلية، وأداء تعويض مدني قدره 20 ألف درهم لكل واحد من المطالبين بالحق المدني.
Be the first to comment