ثانوية الحسن الثاني بمراكش على حافة الانهيار.. نسب نجاح متدنية ومطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة

تشهد ثانوية الحسن الثاني، إحدى أعرق المؤسسات التعليمية بمدينة مراكش، وضعا تربويا مقلقا غير مسبوق منذ تأسيسها، بعد تسجيل نسب نجاح متدنية لم تتجاوز 30% في بعض الشعب خلال الموسم الدراسي الحالي. وضعٌ أثار صدمة في أوساط الأطر التربوية وأولياء التلاميذ، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات حارقة حول واقع التدبير الإداري ومستوى المسؤولية داخل المؤسسة.

وبحسب معطيات مؤكدة من داخل الثانوية، فإن هذا التراجع المهول في مؤشرات النجاح يعزى إلى عدة عوامل متداخلة، على رأسها سوء التدبير الإداري وغياب المتابعة الجدية لظاهرة الغياب المتكرر في صفوف التلاميذ، ما أثر سلبا على التحصيل الدراسي، خصوصا في المستويات الإشهادية التي تُراهن عليها الأسر والإدارة التربوية.

الأزمة لم تتوقف عند حدود الأداء التعليمي، بل طالت الجوانب القيمية داخل المؤسسة، حيث يعرف محيط الثانوية انتشارًا مقلقًا لظواهر الانفلات والانحلال الأخلاقي، من بينها تفشي استهلاك السجائر والمخدرات، إضافة إلى تسجيل سلوكيات مشينة في جنبات المؤسسة، دون أن تقابلها أي إجراءات رادعة من الجهات المعنية.

وقد عبّر عدد من أولياء الأمور عن قلقهم واستيائهم من حالة التسيب التي أصبحت تطبع الحياة المدرسية، متسائلين عن دور الإدارة في تأمين بيئة تعليمية سليمة تحمي أبناءهم من الانحراف وتضمن شروط التحصيل الجاد.

وكانت الأطر التربوية قد خاضت في وقت سابق عدة وقفات احتجاجية دقت من خلالها ناقوس الخطر، ورفعت شكايات وتنبيهات إلى الجهات الوصية، دون أن تلقى آذانًا صاغية أو تفاعلًا ملموسًا. وأكدت في بلاغات سابقة أن تفشي هذه الظواهر يعود إلى غياب الحزم الإداري وتراكم قرارات ارتجالية أضعفت سلطة المؤسسة وأثرت على هيبتها.

في ظل هذا الوضع المقلق، تعالت أصوات جمعوية وتربوية تطالب بفتح تحقيق شامل في ظروف التدبير داخل ثانوية الحسن الثاني، مع ضرورة مساءلة المسؤولين عن التراجع الحاصل في نتائج التلاميذ والدعوة إلى تدخل عاجل من المديرية الإقليمية للتعليم والسلطات المحلية من أجل إنقاذ مؤسسة كانت إلى وقت قريب مشتلا لإنتاج كفاءات علمية وتقنية تساهم اليوم في تدبير الشأن المحلي والوطني.

ولمحاولة أخذ وجهة نظر الإدارة، اتصلت الجريدة برئيس المؤسسة غير أن هاتفه ظل خارج التغطية مع التأكيد على احتفاظنا بحقه في الرد والتوضيح متى شاء.

2 Comments

  1. إن قياس فعالية النظام التعليمي بنسبة النجاح معيار مغلوط لا يعكس مدى تملك التلاميذ للكفايات المنشودة. ثم إن الضغط على رؤساء المؤسسات للرفع من نسبة النجاح يدفع بعض المديرين إلى استعطاف الأساتذة من أجل غض الطرف أثناء المراقبة والى نفخ نقط المراقبة المستمرة دون خق. وإذا حصل ذلك فقد ترتفع نسبة النجاح إثر ذلك. أما إذا كانت الحراسة مشددة وكان المدير نزيها فقد يسجل نسبة النجاح منخفظة لكنها مستحقة وتعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ. لذلك لا يجب استبعاد هذا الطرح كذلك عند تفسير نسب النجاح في المؤسسات التعليمية.

  2. ظاهرة الغياب أصبحت وباء يضرب كل المؤسسات التعليمية رغم إقحام أولياء الأمور ومحاولة الحزم. إنه مؤشر خطير على ظهور جيل يتمرد على النظام التعليم في هيكلته الحالية. لم يعد هذا الجيل قادرا على استحمال نظام استنزافي لا يضيف للإنفتاح شيء سوى حشو الأدمغة بالمعلومات النافعة والغير نافعة. حان وقت تغيير المنظومة التعليمية بإصلاح هيكلي يراجع ماهية التلميذ الذي نريد أن نصنعه عوض إمطار الإدارة والمدرسين بوابل من المذكرات الوزارية نصفها لا يغني من جوع.

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*