تشجيع الجمهور المحلي للزمامرة للفرق الأجنبية يثير الجدل

بقلم: محمد كرومي

يثير تشجيع جماهير مدينة الزمامرة للفرق الأجنبية استغرابًا واسعًا، إذ يعكس مفارقة غريبة في ظل عزوفهم عن مساندة فريق مدينتهم. تدفع هذه الظاهرة إلى طرح تساؤلات جوهرية حول مدى ارتباط الفريق المحلي بالمجتمع، وما إذا كان يمثل المدينة فعلًا أم يخدم مصالح فئة معينة تحت شعار “الرياضة قاطرة التنمية”، الذي أصبح، في نظر الكثيرين، مجرد شعار بلا أثر حقيقي.

ويتجاوز الأمر حدود التشجيع الرياضي إلى إشكالات أعمق عندما تساند الجماهير المحلية فرقًا خارج منطقتها على حساب فريقها. يظهر ذلك بوضوح في عدة مباريات، حيث بدا الحماس الجماهيري يميل لصالح الفرق الزائرة، كما حدث مؤخرًا خلال مباراة نهضة الزمامرة أمام اتحاد طنجة، حيث تجلّى التعاطف الجماهيري مع الفريق الضيف بشكل واضح.

ويكشف المشهد الذي شهده ملعب أحمد شكري في الجولات الأخيرة من البطولة عن تحولات تتجاوز الرياضة لتلامس الواقع الاجتماعي والسياسي للمدينة. وتعجز الرياضة، التي يُفترض أن تكون وسيلة للتنمية المحلية، عن تحقيق مشاريع ملموسة تخدم الساكنة، مما يعزز شعورًا باللامبالاة تجاه الفريق المحلي.

كما يثبت الواقع أن الرياضة، رغم الترويج لها كوسيلة للتنمية، لم تنعكس إيجابيًا على أوضاع المدينة التي لا تزال تعيش تراجعًا على مستوى التنمية. يظهر انحياز الجماهير نحو فرق أخرى رسالة واضحة: التنمية الحقيقية لا تُقاس بترتيب الفرق في البطولة، بل بمكانة المدينة في سلم التنمية الشاملة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*