فرحة جماهير مراكش تعم الشوارع بعد صعود الكوكب المراكشي إلى القسم الوطني الأول

في ليلة كروية لا تُنسى، حسم نادي الكوكب المراكشي صعوده رسميًا إلى القسم الوطني الأول بعد تعادله اليوم أمام اتحاد أمل تزنيت بنتيجة 1-1، ضمن الجولة التاسعة والعشرين من البطولة الوطنية هواة. هذا التعادل رفع رصيد الفريق المراكشي إلى 61 نقطة، ضامنًا بذلك المركز الأول قبل جولة واحدة من نهاية الموسم، ليعود الفريق العريق إلى مكانه الطبيعي بين أندية الصفوة، بعد سنوات من المعاناة في الأقسام السفلى.

دخل الكوكب اللقاء وهو يعلم أن نقطة واحدة فقط تكفي لتحقيق حلم الصعود، ورغم ضغط المباراة وأجواء ملعب تزنيت، أظهر اللاعبون انضباطًا تكتيكيًا وروحًا قتالية عالية، خصوصًا بعد تأخرهم في النتيجة خلال الشوط الأول. وجاء هدف التعادل في الدقيقة 78 عن طريق المهاجم ياسين الدهبي، الذي استغل تمريرة محكمة داخل مربع العمليات ليضع الكرة في الشباك ويطلق فرحة هستيرية بين اللاعبين والجماهير التي رافقت الفريق من مراكش بأعداد كبيرة.

ويُعد هذا الإنجاز ثمرة عمل متكامل بدأ منذ بداية الموسم بقيادة المدرب فؤاد الصحابي، الذي تمكن من خلق توازن بين الأداء الهجومي والصلابة الدفاعية، مسجّلًا 37 هدفًا في 29 مباراة، مقابل تلقي 17 هدفًا فقط. كما ساهمت استقرارية الإدارة والدعم المتزايد من الجمهور في تهيئة الظروف الملائمة لفريق يبحث عن استعادة أمجاده، بعدما كان أحد أبرز الأندية الوطنية في تسعينيات القرن الماضي.

وفي تصريح خاص بعد نهاية المباراة، قال المدرب فؤاد الصحابي: “هذا التتويج ملك لجماهير الكوكب، التي لم تتخلَّ عنا في أحلك الظروف. اللاعبون أبانوا عن التزام كبير، وها نحن نعيد الفريق إلى القسم الذي يليق به”. من جهته، عبّر قائد الفريق ياسين النخلي عن فخره بما تحقق قائلاً: “الصعود ما هو إلا بداية. نعد جماهير مراكش أن نكون ندًّا قويًا في القسم الأول وسنعمل على تعزيز الصفوف بما يليق بطموحات المدينة”.

مباشرة بعد نهاية اللقاء، تحولت شوارع مراكش إلى فضاء احتفالي كبير، حيث خرجت الجماهير في مسيرات عفوية حاملة أعلام النادي ومردّدة شعارات تمجد تاريخ الفريق وتحيي اللاعبين. وكانت ساحة جامع الفنا وحي دوار العسكر من بين أبرز النقاط التي احتضنت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من الليل، في مشهد أعاد إلى الأذهان ليالي الانتصارات الكبرى للكوكب في سنوات المجد.

عودة الكوكب المراكشي إلى القسم الوطني الأول ليست فقط لحظة رياضية عابرة، بل هي إشارة قوية إلى أن الفرق التاريخية لا تموت، وأن العزيمة والإخلاص كفيلان بإعادة البريق إلى أي مؤسسة رياضية، مهما اشتدت الظروف وتعاقبت النكسات. الكوكب يعود، ومعه تعود الذاكرة الكروية المغربية إلى زمن الكرة الجميلة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*