شهدت مدينة كونياك الفرنسية يوم السبت 25 يناير 2025 حدثًا ثقافيًا وفنيًا استثنائيًا نظمته جمعية السلام لاكتشاف الثقافات، احتفالًا بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في دورتها الثانية تحت شعار: “المغرب-فرنسا: فصل جديد في العلاقات الثنائية”.
الحفل الذي عكس روح “تامغريبيت” المغربية عرف حضور شخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة، على رأسها السيدة نزهة الساهل، القنصل العام للمملكة المغربية في مدينة بوردو، وعمدة مدينة كونياك السيد مرجان بيرجي، إلى جانب نخبة من الأكاديميين، الإعلاميين، والفنانين، منهم الدكتور توفيق افتيتة، الشاعر محمد المليجي، والإعلامية نعيمة أم ندين، إضافة إلى الفنانة التشكيلية بديعة جورجيني. كما شارك في الحدث صحفيون وممثلون عن المجتمع المدني من المغرب وفرنسا وأفريقيا.
بدأت الفعالية باستقبال رسمي للوفد المغربي على إيقاع الأهازيج الأمازيغية من فرقة “أحيدوس”، أعقبه معرض ثقافي أبرز الزخم الحضاري للأمازيغ عبر عرض الزي التقليدي، الأطباق الأمازيغية، والكتب واللوحات الفنية التي تعكس التراث الأمازيغي العريق.
وافتتحت الإعلامية نعيمة أم ندين فعاليات الدورة، حيث عزف النشيدان الوطنيان المغربي والفرنسي، تبعتها كلمات افتتاحية ألقاها شخصيات بارزة. في كلمتها، أشادت السيدة نزهة الساهل بثراء التراث الأمازيغي المغربي، مؤكدةً أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا ودور الجالية المغربية في تقوية هذا التعاون. كما تناولت السيدة القنصل مبادرات القنصلية لتسهيل التواصل مع أفراد الجالية ودعم استثماراتهم في المغرب.
عمدة مدينة كونياك، السيد مرجان بيرجي، أكد في كلمته أهمية تعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين، مع التركيز على تسهيل إقامة واستثمار الجالية المغربية. فيما تحدث الدكتور توفيق افتيتة عن التعاون الأكاديمي بين الجامعات المغربية والفرنسية، مشيرًا إلى ضرورة توسيع آفاق الشراكة في المجال البحثي.
وعلى وقع الشعر، ألقى الشاعر المغربي محمد المليجي قصيدته “وطني نقطة من دمي” التي جسدت ارتباط المغاربة بوطنهم، ليتم بعدها تكريم عدد من الشخصيات المغربية البارزة، من بينهم قدماء المحاربين، تقديرًا لإسهاماتهم في تقوية الروابط بين المغرب وفرنسا.
كما حظيت السيدة نزهة الساهل بتكريم خاص لدورها البارز في خدمة الجالية المغربية، مع الكشف عن مبادرات جديدة تسعى القنصلية لإطلاقها، من بينها رقم هاتفي مخصص للطوارئ وبرامج إلكترونية لتسهيل خدمات الطلبة المغاربة.
واختتم الحفل برسالة ولاء وإخلاص رفعتها رئيسة الجمعية السيدة نادية افتيتة سرداوي إلى الملك محمد السادس، قبل أن يختتم الحدث بأغانٍ وطنية مغربية، كان أبرزها أغنية “صوت الحسن ينادي”، التي صدحت بها حناجر الحضور، معبرة عن الانتماء العميق للوطن.
وكان الحفل مثالا حقيقيا للتعايش الثقافي والتواصل الحضاري بين المغرب وفرنسا، حيث نجح في تسليط الضوء على غنى التراث الأمازيغي المغربي ودوره كجسر للتقارب بين الثقافات.
Be the first to comment