آبار الموت بجرادة.. متى يتوقف النزيف؟

سعيد المرابط

لا تزال جرادة، مدينة “الرغيف الأسود”، تعيش على وقع المآسي المتكررة داخل آبار الفحم الحجري العشوائية، حيث تتوالى الحوادث المميتة التي تزهق أرواح شباب في مقتبل العمر، دافعهم الوحيد هو البحث عن لقمة عيش كريمة في أعماق الأرض. في كل مرة، ينهار بئر، تُزهق الأرواح، تُحمل الجثث، وتُشيّع الجنائز وسط الحزن والأسى، ثم لا شيء يتغير… سوى انتظار الضحية التالية.

ورغم توالي الكوارث، لا يزال الغياب شبه التام لبدائل اقتصادية حقيقية يُعمّق الجرح. المشاريع التنموية التي وُعد بها السكان، بقيت في خانة التصريحات، دون أن ترى النور على أرض الواقع. هكذا، يجد شباب المنطقة أنفسهم أسرى خيارات محدودة، كلّها مغمورة بالمخاطر.

فإلى متى سيستمر هذا النزيف؟ ومتى تُدرك الجهات المعنية أن الاستثمار في الإنسان أولى من تركه يصارع الموت في ظلمات الآبار؟ إن ما تحتاجه جرادة اليوم ليس تعاطفاً موسمياً، بل رؤية اقتصادية شاملة تُعيد الحياة إلى هذه الرقعة المنسية، وتمنح شبابها بديلاً آمناً يُصان به حقهم في العيش بكرامة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*