النقابة الوطنية للصحة تدشن حوارًا مؤسساتيًا مع وزارة الصحة لإنقاذ معاهد التمريض وتقنيات الصحة

في خطوة تعبّر عن وعي نقابي عميق بحجم التحديات التي تعرفها المنظومة التكوينية الصحية، عقدت اللجنة الوطنية لأساتذة وموظفي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة – التابعة للنقابة الوطنية للصحة (ك.د.ش) – لقاءً تنسيقيًا أوليًا مع مدير الموارد البشرية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، السيد عادل باش زنيبر، يوم الخميس 15 ماي 2025 بمقر الوزارة.

اللقاء شكّل مناسبة لطرح جملة من القضايا ذات الطابع الاستعجالي، وعلى رأسها ضرورة مأسسة الحوار الاجتماعي داخل المعاهد، تفعيلاً لمضامين المذكرة الوزارية بشأن إحداث اللجان المؤسساتية. المدير، من جانبه، أشاد بأدوار المعاهد العليا في تكوين الأطر الصحية، معربًا عن استعداد الوزارة لإطلاق سلسلة من اللقاءات التشاركية، أولها مبرمج يوم 21 ماي الجاري، لبحث آليات الحكامة وتجويد التكوين البيداغوجي.

الوفد النقابي قدم تشخيصًا دقيقًا للاختلالات التي تشوب الحكامة داخل عدد من المؤسسات، خاصة تعطيل المجالس، غياب هيكلتها، وتعطيل اللجان وعدم وجود قانون داخلي منظم. وطالب الوفد بتحيين هذا القانون وفق مستجدات التكوين الصحي، واعتماده رسميًا لضمان شرعيته، على غرار ما كان معمولاً به في معاهد IFCS سابقًا.

وفي بادرة نوعية، اقترحت النقابة إحداث مكتبة وطنية لعلوم التمريض وتقنيات الصحة، مرفوقة بمنصة رقمية، لتمكين الطلبة من المراجع العلمية الحديثة وتعزيز البحث العلمي بما ينسجم مع التوجهات البيداغوجية الجديدة المبنية على الكفاءات. وقد قُدّمت الخطوط العريضة لهذا المشروع كأرضية أولية قابلة للتطوير في إطار شراكة مستقبلية.

كما تم التطرق إلى إشكالية الترشيحات لمناصب المسؤولية داخل المعاهد، حيث أكد مدير الموارد البشرية قرب تفعيل هذه العملية، بما يضمن تكافؤ الفرص وتجديد دينامية التسيير الإداري. وتم التداول كذلك في أزمة التداريب الميدانية، إذ شدّد الوفد النقابي على ضرورة توفير أماكن كافية وملائمة للتدريب، مع مراعاة خصوصية كل تخصص، وهو ما تفاعل معه المسؤول الوزاري بالإعلان عن قرب إصدار مذكرة تنظيمية وطنية تؤطر هذا الجانب الحيوي.

اللقاء تناول أيضًا ملف مباريات ولوج المعاهد، حيث دعت النقابة إلى برمجتها في بداية السنة الجامعية لتفادي الارتباك وضمان انطلاقة تعليمية منظمة. المدير أوضح أن تأخر المباريات سببه تأخر تحديد الحاجيات من طرف اللجان الجهوية، مؤكدًا أن تنظيمها سيتم قبل متم أكتوبر 2025 في أفق العودة للبرمجة السنوية الاعتيادية.

وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على مواصلة الحوار في جلسات لاحقة لمعالجة الملفات العالقة، من بينها وضعية الأساتذة الباحثين، مدة التمرين، والإشكالات الإدارية والمالية، بما يضمن إنصاف العاملين وصيانة كرامتهم المهنية.

وتبقى النقابة الوطنية للصحة، كما عهده الجميع، صوتًا صامدًا مدافعًا عن حقوق ومكتسبات نساء ورجال الصحة العاملين داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*