مراكش أكبر من تاريخ السنافر

بقلم : ولد مراكش

مات أحد الزعماء من القرود، فلم تبك عليه قردة واحدة من أهله، إذ كانوا يعرفون ما فعله من ظلم.. لكن جاءوا بنائحات من الغربان، يصرخن ويمزقن ريشهن، حتى ظن من سمع نياحهن أن الغابة فقدت سيدها.


تحية طيبة مملوءة بنسائم مراكش العطرة،
سعدت مراكش بزيارتك و تأسفت كثيرا على كذبك و بهتانك ، حيث إنصدمت وأنا أقرأ مقاليك الأول و الثاني الذين تحدث فيهما عن مدينتي مراكش وكأني أمام وصف لتندوف ، وليس لمدينة مراكش العالمية التي أقطن بها وأتجول بين شوارعها وأزقتها صباحا مساء، فتعجبت كثيرا على تحاملك وحقدك الدفين الذي تبطنه للمدينة، وأقول لك صراحة أن مقالك رائع، تعبيرا ومجازا، ويستحق أن ينشر في الصفحة الأولى لجريدة الشروق الجزائرية.


إسمح لي أن أصارحك، إنك لم تنل حظا من إسمك (الفن) بل بفعل تزاحم البؤس والحقد في قلبك لم تعد ترى سوى العفن والظلمة بدل الجمال والنور، فالحري بك أن تقدم على تصحيح لقبك فتضيف له عينا قبل الفاء (العفن)، فشتان بين الفن و العفن ، بين من يسافر ليتمتع بالجمال و من يسافر لكي يبحث في حاويات الأزبال، صراحة لقد فوتت عليك التمتع بجمال المدينة الحمراء ،
1- مدينة العلم والعلماء
2- مدينة التاريخ والحضارة
3- المدينة التي أصبح سياحها أكثر من ساكنيها،
4- المدينة التي تحتضن سنويا العشرات من المؤثمرات العالمية،
5- المدينة التي تغلب خضرتها على أرصفتها،
6- المدينة التي تصنف من أجمل المدن في العالم،
7- المدينة التي إحتلت تنقيطا جيدا في تقييم الفيفا،

لقد أتعبت نفسك في محاولة تزييف حقيقة ثابتة في أعين كل سكان العالم ، ملوك ورؤساء، فنانين ورياضيين، شعراء وأدباء .. كل من زار مدينة البهجة والحب، مدينة العلم والحضارة ، مدينة السلم والسلام..
وهنا لا أصور لك أن مدينة النخيل هي المدينة الفاضلة التي تخيلها أفلاطون أو المدينة التي من صنع chatgpt ، ولا أخفي النقص ولا أتوانى على طلب المزيد من العناية بها ، ولكن إعلم أن عليك مستقبلا مضمضة فمك قبل ذكر إسمها المدينة ، فهي مدينة الألف سنة ، مدينة بتاريخ دول ، و إسمهما أرض الله وبجمال رباني دائم ، سرها مخفي بين هواءها وبشاشة سكانها ، فالجوهر ثابت والمظهر متغير، والإصلاحات التي تحدثت عليها فهي تدخل ضمن المتغير الذي لايؤثر في الجوهر ، ولكن صعب عليك أن تعرف المعنى لأنه – في حياتك المهنية – بين الزواق و الفكرة اخترت le mauvais chois .
ولكن لا أخفيك أني :
1- تأسفت لحالك كثيرا وأنت تحاول أن تنتقم لنفسك من حزب الأصالة والمعاصرة – الذي لم تجد فيه مقاما لك (2016) – ، جعلت مدينتي وسيلة لمآربك النفسية الدنيئة .
2- تأسفت لحالك كثيرا، أنك تهت بين إيديولوجية النشأة ( حركة التوحيد والإصلاح ) وهوى يسارية الحاضر،
3- تأسفت لحالك كثيرا، أنك لم تجد إلى الآن لقلمك موقعا رائدا قارا داخل المشهد الصحفي المغربي،
4- تأسفت لحالك كثيرا، بعد أن أصبحت حبرا باهتا في يد من يدفع أكثر،
5- تأسفت لحالك كثيرا، أصبحوا يقضون لك مصالحك الخاصة .. و تعيش بينهم حياة الماعز ،
6- تأسفت لحالك كثيرا، أنك لازلت تسمي نفسك صحفيا، وأنت إغتصبت مبادئ الصحافة ،
7- تأسفت لحالك كثيرا، أنك أصبحت مجرد devise تتنقل بين جيوب الساسة .
تأسفت، تأسفت وتأسفت …

ما أشد كذب الدموع المستأجرة، تبكي من لا يبكى عليه، وتخفي حقيقة عاشها الجميع، هكذا نحن اليوم أمام أقلام تسيل دموعا زائفة ، وتخفي ضوء النهار بضلام مصطنع بأفواه النائحات .

دعني أخبرك سرا لا يعرفه إلا القليل ، نحن المراكشيون نتنازع فيما بيننا و ننتقد بعضنا البعض، ونجرح في بعضنا البعض ، ولكن غسيلنا لا ننشره في أسطح الجيران، فإذا كنا ننتقد عمدة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري – لأننا نتطلع أن تزداد مراكش جمالا إلى جمالها و بهاء إلى بهاءها ليس من أجلنا كمراكشيين فقط بل من أجل زوارنا الذين نفرح باستقبالهم والترحيب بهم -، فبالمقابل يشرفنا كونها وزيرة ونأمل أن تصبح أول إمرأة رئيسة حكومة وسندعما في ذلك ولن ندعم عليها أحد ، فإذا كانت أكادير تقدم عزيز أخنوش ، و فاس تقدم نزار البركة، ومراكش تقدم فاطمة الزهراء المنصوري ، فمن تظن أننا سندعم ، فمنظورنا في العملية السياسية الحالية ، هو تنافس بين مدن وليس أحزاب، ومن يعطي لنفسه الحق في التكلم باسمنا فهو مجرد عفن ووسخ بين ظفر ولحم لايؤثر على تلاحم الظفر باللحم مهما ازدادت عفونته ووسوخيته، أما مراكش فلديها صحافتها الحرة والمتزنة التي لا تجامل أحدا ولاتخاف لومة لائم في قول الحق، وأيديها في جيوبها وبطنها مشدود بإحكام عن الإسترزاق بشرف مهنة الصحافة ، وعليه فصوتك بالنسبة لنا مجرد نشاز بل قد يصبح دافعا قويا لنعلي صوتنا أكثر دفاعا عن مدينتنا و إبنة مدينتنا التي تفتخر بمراكشيتها أينما حلت و ارتحلت.
فلا تجعل من نفسك سنفورا غضبانا..
وديما كوكب..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*