الكحلاوي إدريس
تحوّل حي الوفاق بمدينة تملالت، مساء اليوم الجمعة، إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين مجموعتين من الشبان، أحداهما تنتمي إلى خارج المدينة، حيث تبادل الطرفان الرشق بالحجارة وسط الحي، في مشهد أرعب الساكنة وزرع الذعر في نفوسهم، خاصة الأطفال والنساء.
ورغم تكرار نداءات الاستغاثة من طرف الساكنة وأعوان السلطة المحلية عبر الاتصال بالرقم المخصص للدرك الملكي، وكذا بأرقام مسؤولين بمركز الدرك الملكي بتملالت، لم يُسجل أي تدخل فوري، بالرغم من أن مقر المركز لا يبعد سوى أمتار معدودة عن موقع الأحداث.”
المفارقة الصادمة، كما عبّر عنها عدد من سكان الحي، تكمن في الغياب شبه التام لأي تحرك أمني سريع، بالرغم من أن مركز الدرك الملكي يوجد في قلب مدينة تملالت، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى جاهزية الجهاز الأمني المحلي للتعامل مع مثل هذه الحالات المتكررة.
ولم تحضر دورية الدرك إلا بعد مرور قرابة ساعة من اندلاع المواجهات، وفقط بعد تدخل عدد من المواطنين الذين عملوا على فض الاشتباكات بأيديهم، في غيابٍ اعتبره كثيرون “غير مبرر” و”مخزٍ”، خصوصا في ظل تنامي ظواهر الانفلات الأمني التي تعرفها تملالت في الآونة الأخيرة.
وحمّل السكان مسؤولية هذا التسيب للجهات المعنية، مطالبين بتعزيز التواجد الأمني الفعلي، وتكثيف الدوريات الاستباقية، بدل الاكتفاء بردود فعل متأخرة، أصبحت، حسب قولهم، “لا تسمن ولا تغني من أمن”.
إن ما وقع في حي الوفاق مساء اليوم ليس مجرد شجار عابر، بل ناقوس خطر حقيقي يكشف هشاشة المنظومة الأمنية محليا، ويدعو إلى مراجعة عميقة لطريقة تدبير الشأن الأمني بمدينة تملالت، التي يبدو أنها تُركت لمصيرها في وجه الفوضى.
