خطاب العرش يفضح اختلالات تنزيل السياسات العمومية بقطاع التعليم بجهة مراكش-آسفي

Admin245 أغسطس 202518 مشاهدة
خطاب العرش يفضح اختلالات تنزيل السياسات العمومية بقطاع التعليم بجهة مراكش-آسفي

في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ26 لتربعه على العرش، قدّم جلالة الملك محمد السادس تشخيصاً دقيقاً وجريئاً لوضع البلاد، منبهاً إلى خطورة استمرار منطق “المغرب بسرعتين”، حيث تستفيد بعض الجهات من ثمار التنمية والاستثمار، بينما تظل جهات أخرى رهينة التهميش والفقر والهشاشة.

وقد شدد جلالته على أن التنمية الاقتصادية، مهما بلغت من إنجازات في البنيات التحتية والصناعة، تبقى جوفاء إذا لم تُترجم إلى أثر ملموس في حياة المواطن، مشيراً إلى ضرورة تجاوز المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، والانتقال إلى نماذج تنموية مجالية مندمجة، تراعي الإنصاف والعدالة المجالية، وتستجيب لحاجيات المواطنين في كل ربوع المملكة.

ورغم تأكيد الملك على تقدم المغرب إلى مصاف الدول ذات “التنمية البشرية العالية”، فقد حمّل المسؤولين العموميين مسؤولية تحقيق العدالة في توزيع ثمار النمو، قائلاً: “ينبغي أن تشمل ثمار التقدم والتنمية كل المواطنين، في جميع المناطق والجهات، دون تمييز أو إقصاء.” وهي دعوة صريحة لإعادة النظر في السياسات العمومية، وملاءمتها مع واقع المواطنين وتطلعاتهم، خصوصاً في القطاعات الحيوية كالتعليم.

وفي هذا السياق، دقت هيئات جمعوية وحقوقية ناقوس الخطر، مطالبة بتفعيل التعليمات الملكية السامية، وإنصاف مربيات التعليم الأولي اللائي لم يتوصلن بمستحقاتهن المالية لأزيد من سبعة أشهر، رغم اشتغالهن الفعلي وتفانيهن في أداء مهامهن التربوية.

وقد وجّهت هذه الهيئات نداءً إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سعد برادة، داعية إلى التدخل العاجل لمعالجة ما وصفته بـ”الإقصاء والتهميش غير المبررين” من طرف بعض المديريات الإقليمية، وضمنها أكاديمية جهة مراكش-آسفي، التي تتماطل في صرف الأجور والتعويضات المستحقة للمربيات، في خرق واضح لحقوقهن المهنية والإنسانية.

وفي تصريحات متطابقة، استنكرت فعاليات نقابية هذا الوضع “المهين”، مشددة على أن التأخير غير المبرر في صرف أجور مربيات التعليم الأولي لا ينسجم مع الخطاب الملكي الداعي للعدالة المجالية والاجتماعية، ولا يعكس حجم التضحيات الجسام التي تقدمها هذه الفئة في ظروف عمل غالباً ما تكون صعبة ومرهقة.

وعلمت الجريدة أن مربيات التعليم الأولي بمدينة مراكش يستعددن لخوض أشكال نضالية تصعيدية خلال الأيام المقبلة، بمؤازرة نقابات وجمعيات حقوقية، احتجاجاً على عدم وفاء الجهات المسؤولة بوعودها، ورفضها صرف التعويضات كاملة دون تأخير، في وقت يستعد فيه القطاع لانطلاقة الموسم الدراسي الجديد.

هذا، واعتبرت المربيات المحتجات أن هذا النداء بمثابة “فرصة أخيرة” قبل الدخول في خطوات احتجاجية قد تؤثر على السير العادي للدراسة، ما لم تُتخذ إجراءات مستعجلة تنصفهن وتُعيد الاعتبار لدورهن الحيوي في المنظومة التربوية.

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة