ايوب زهير
يعاني مستشفى الشريفة بحي سيدي يوسف بن علي في مدينة مراكش من أوضاع متدهورة باتت تُنذر بكارثة صحية صامتة، في ظل النقص الحاد في الموارد الطبية وغياب التجهيزات الضرورية التي من المفترض أن تضمن الحد الأدنى من شروط العلاج والرعاية.
ظروف العمل القاسية جعلت من مهمة الأطر الطبية تحديا يوميا مرهقا، فيما يتكبد المرضى معاناة مضاعفة بسبب تأخر الخدمات وضعفها، بل وأحيانًا انعدامها.
رغم تفاني الأطباء والممرضين في أداء مهامهم وسط إمكانيات محدودة، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن عجز واضح في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى، مما يؤدي إلى طول فترات الانتظار ونقص العلاجات الأساسية، وحتى غياب بعض التخصصات الضرورية. هذه الوضعية لا تمس فقط بجودة الخدمات، بل تهدد بشكل مباشر حق المواطنين في الرعاية الصحية الكريمة.
عدد من المرضى عبّروا عن سخطهم من الحالة التي آل إليها المستشفى، مشيرين إلى أن المؤسسة الصحية التي من المفترض أن تكون فضاءً للشفاء، باتت مصدرًا للإحباط واليأس. وفي المقابل، أعرب عدد من الأطباء والممرضين عن استيائهم من استمرار تجاهل السلطات للوضع، مؤكدين أن ظروف العمل الحالية تنعكس سلبًا على أدائهم المهني وعلى حالتهم النفسية.
أمام هذا الوضع المتفاقم، ترتفع أصوات المطالبين بتدخل فوري من الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة الصحة والسلطات المحلية، من أجل إنقاذ المستشفى من الانهيار، وإعادة تأهيله بما يضمن الحد الأدنى من الكرامة للمرضى والعاملين على حد سواء. ذلك أن استمرار هذا الإهمال يهدد بفقدان الثقة في المؤسسات الصحية العمومية، ويدفع المواطنين إلى البحث عن حلول بديلة قد تكون بعيدة المنال، خاصة بالنسبة للفئات الهشة والمعوزة.
مستشفى الشريفة اليوم لا يحتاج فقط إلى إصلاحات ظرفية، بل إلى مقاربة شاملة تعيد الاعتبار لهذا المرفق الحيوي، وتضع صحة المواطنين في صلب أولويات السياسات العمومية. وحتى يتحقق ذلك، تبقى المعاناة اليومية عنوانًا لواقع صحي يحتاج إلى أكثر من مجرد وعود.















