من يعشقني غير ساعتي ومحفظتي ، ووزرتي وطبشوري ايها الجاحدون ، الناقمون .. فقد كفرت بكل أحاسيسكم ..ومشاعركم ووعودكم ، ووثقت وعشقت وآمنت فقط بأركاني الخمس :
1-👈ساعتي التي تلازمني الى عملي انظر فيها كل صباح ومساء ، وانا أشدُّ الرِّحال الى تلاميذتي ، مهووسا بوقت الذهاب والاياب… ومن تواثر هذه العادة اصبح بين عيني والساعة وِد ٌّرقيقْ، ونسب عميقْ.
2-👈محفظتي التي تلازمنني ، كجلدي الثاني ، بها كتبي واوراقي وتحاضيري . تشُدُّ كتفي ، وتغطي بعضا من ظهري او خَصْري ،وتمنحني دفء هويتي ، وتذكرني برسالتي .ومن طول هذا العناق ْ، صار بيننا ود لا يشوبه نفاق ْ.
3 – 👈وزرتي التي تعشقني وتلبسني وتَمْتصُّ عرق جسدي ، وتحزم ما تبقى من هُزال عظامي ، وتحجب شيبي ،وحين حللنا في بَعضنا البعض ، صار البياض لنا رسما وسيما.
4 – 👈طبشوري الذي يصْبر على انفعالاتي ، وانا أفتت مادته حتى أُصيَّر من تشكيلاته رموزا تَحار فيها الاذهان ، ودائما يطاوعني في قمة الالتزام والاحترام ، وهكذا نما وربا بيننا الحب والوصال .
5 – 👈سبورتي الدَّاجيَةُ او العاجِية التي توثق رحلاتي .. وجولاتي .وتصبر على شطحاتي وجنوني وابتهلاتي..وتستنشق أنفاسي ،وتفترش لي الصدر والنهد والجيد. وتخفض لي كل الاجنحة ..وتحفظ عني كل ما كتبت وابدعت .ومن كثرة تلاقينا صرنا سندا ومتكأ لبعضينا.
نعم هذه هي أركان وجودي ، لها وهبت عمري من اجل أبناء وطني ، لكني اليوم وجدتني أُهان ، وأداس ، وأسحل في الزحمة ودون رحمة من طرف ابناء وطني ، من طرف أولئك الذين طالما جلسوا بين يدي صغارا ليتعلموا القراءة ، والحساب ، والتحليل والتفكير والتعبير ، لكنهم اليوم صاروا كبارا، يحملون اسواطهم في وجهي ، ويثخنون جسدي النحيل بضرباتهم ، وقراراتهم المتعسفة ، والتي أقبرت احلامي وآمالي في العيش الكريم .
نعم اليوم اكملت لتلاميذتي مقرراتهم ، وفي نفس الوقت كفرت بقراراتكم ، وزاد ايماني اكثر بأركاني الصغيرة لانها هي التي تمنحني هويتي ، وعقيدتي النضالية ، وتجعل مني صوتا قويا سيزعجكم ،ويقف امام سوطكم .
فصرخة معلم الاجيال لن يوقفها همجية وزحف الافيال .
✍️بقلم محمد خلوقي