سلط المشاركون في لقاء، نظم يوم الخميس بجنيف، على هامش الدورة الـ 48 لمجلس حقوق الإنسان، الضوء على مساهمة المرأة في التنمية السوسيو-اقتصادية للأقاليم الجنوبية.
وشكل هذا الحدث الموازي، المنظم من طرف مجموعة دعم الوحدة الترابية للمملكة، مناسبة للتأكيد على المكانة المركزية التي تحتلها المرأة المغربية بشكل عام داخل المجتمع، والدور البارز الذي تضطلع به في عملية اتخاذ القرار وتدبير الشأن العام على جميع المستويات، وذلك بفضل الجهود والإصلاحات المنجزة سعيا إلى النهوض بالتمثيلية النسائية في مختلف القطاعات والمجالات.
وبخصوص الأقاليم الجنوبية للمملكة، نوه المتدخلون بوضع المرأة الصحراوية التي تعد دعامة للمجتمع المدني ومكونا أساسيا في النسيج الجمعوي وعنصرا فاعلا، في جميع مراحل ومحطات مسلسل الإقلاع الذي تشهده هذه الربوع من المملكة، الأمر الذي يثير التقدير والإعجاب.
فهذا الحضور القوي للمرأة الصحراوية في العديد من المجالات في سياق الدينامية الجديدة التي تعرفها الجهة، يفتح أمامها آفاقا جديدة قصد الاضطلاع بدور ريادي في عملية التنمية الجهوية والوطنية وتقديم مساهمات غنية في مختلف المجالات.
وفي معرض تدخله بهذه المناسبة، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، السيد عمر زنيبر، أن هذا النشاط يندرج في إطار التطلع إلى جعل مجموعة الدعم إطارا للتبادل والتضامن بين أعضائها، والتفاعل بخصوص المواضيع ذات الصلة بحقوق الإنسان.
وأبرز السيد زنيبر المكانة التي تحتلها المرأة باعتبارها فاعلة ومستفيدة من التنمية السوسيو-اقتصادية في الأقاليم الجنوبية، وكذا مساهمتها في تنفيذ المشاريع والبرامج المهيكلة بالمنطقة.
وفي كلمة لها، أعربت السيدة رقية الدرهم، كاتبة الدولة السابقة في التجارة الخارجية، باعتبارها مرأة مغربية تنحدر من الأقاليم الجنوبية، بالمكتسبات المحققة على درب تعزيز وتقوية مشاركة النساء في اتخاذ القرار وتدبير الشأن العمومي، في جميع درجات ومستويات المسؤولية.
وسجلت السيدة الدرهم، التي أبرزت مستوى التنمية السوسيو-اقتصادية للأقاليم الجنوبية بفضل الاستثمارات الوازنة المنفذة في الجهة، قصد تمكينها من بنيات تحتية حديثة وتقوية جاذبيتها وتعزيز إشعاعها، أن هذه الدينامية التنموية تمنح النساء آفاقا جديدة للعمل والتميز.
وبهذه المناسبة، ذكرت السيدة الدرهم بالمشاركة الواسعة لمواطني الأقاليم الجنوبية في اقتراع 8 شتنبر، مشيدة بمشاركة الكثير من النساء كمرشحات، ما يبرهن مرة أخرى على انخراط وتمسك الساكنة المحلية بالمسلسل الديمقراطي في المملكة، وثقتها في عمل المؤسسات المنتخبة باعتبارها الممثلة الوحيدة والشرعية للساكنة.
من جهته، سلط أستاذ الاقتصاد، هنري لويس فيدي، الضوء على مظاهر التقدم المحرزة بالأقاليم الجنوبية في مجال البنيات التحتية، التجهيزات السوسيو-اقتصادية والولوج إلى الماء، الكهرباء، السكن اللائق، الخدمات الاستشفائية والتعليم، مبرزا وقع هذه التنمية على النهوض بأوضاع النساء، اللواتي فتحت في وجهن آفاق واسعة على مستوى المؤسسات التربوية والتكوينية، وكذا في مجال التشغيل والمشاركة.
وأشار السيد فيدي في هذا الصدد، إلى أن “نتائج صناديق الاقتراع وانتخابات 8 شتنبر أظهرت رغبة النساء في المشاركة على نحو مباشر في تسيير جهاتهن”.
من جهتها، أبرزت السيدة ياسمين حسناوي، أستاذة العلوم الإنسانية بالجامعة الأمريكية للخليج، وقع التنمية والإشعاع الذي تتمتع به مدن أقاليم الجنوب، في ضوء الاستثمارات الدولية، وتطور الشركات ذات البعد القاري وافتتاح البعثات الدبلوماسية.
وأضافت أن هذه الدينامية تمكن النساء من تعزيز حضورهن والاضطلاع بدور محوري في التنمية الاقتصادية، من خلال إحداث المقاولات، شغل مناصب مهمة والانخراط الفاعل في مختلف الهيئات.
بدورها، أبرزت السيدة زهرة سعد، رئيسة جمعية “الريان لتنمية المرأة”، وعضو اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، المبادرات العديدة المنفذة من أجل النهوض بظروف النساء في الأقاليم الجنوبية، حيث قدمت شهادة بليغة حول دينامية المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية النسوية التي تضطلع بدور محوري في تنزيل المشاريع والبرامج التنموية في الجهة. كما قامت بتقديم الأعمال السوسيو-ثقافية المنفذة من أجل النهوض بالريادة النسائية.
وعرف هذا الحدث الموازي مشاركة أعضاء مجموعة دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، فضلا عن ممثل لنيوزيلندا.