عشية الاحتفال بعيد الأضحى، الذي سيكون استثنائيا بسبب العودة المكثفة للمغاربة المقيمين بالخارج، تشهد وسائل النقل تدفقا كبيرا للمسافرين، الذين يحرصون أشد الحرص على تقاسم لحظات تجمع أفراد الأسرة بهذه المناسبة.
ففي هذه الأيام المباركة، تشهد مختلف وسائل النقل، ولا سيما النقل الطرقي والسككي والجوي، إقبالا متزايدا يتطلب وضع برامج خاصة للرحلات، فضلا عن إطلاق حملات للتوعية لضمان التنقل في أفضل الظروف.
ومن أجل هذا العيد الذي يكتسي طابعا دينيا واجتماعيا وثقافيا أيضا، فإن المغاربة على استعداد للسفر لمسافات طويلة من أجل لم الشمل. البعض يوازن بين إيجابيات وسلبيات تمضية العيد مع العائلة، لكن بالنسبة لسناء، المنحدرة من مدينة طنجة والمقيمة في كندا، كان الأمر واضحا: فتمضية العيد مع العائلة في المغرب لا تفقد سحرها أبدا.
وقالت “بالنسبة لنا نحن المغاربة، العائلة مقدسة جدا”، “نتجاوز العقبات باتخاذنا جميع الإجراءات والاحتياطات اللازمة: اللقاح واختبار كشف كورونا، ومراقبة الحدود، وموسم الذروة … قبل مغادرة الأراضي الكندية، نفكر في الأمر عدة مرات”.
وأضافت سناء أنها عادة ما تقوم برحلة في الصيف لزيارة العائلة في المغرب كل عام، وتابعت قائلة: “هذا العام، على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر الطيران، أعترف أنني لم أماطل شهورا من قبل”.
وكدليل على تصميمها، فقد اشترت تذكرتها بعد دقائق من إعلان استئناف الرحلات نحو المغرب. وقالت بنبرة هادئة: “كنت أنتظر فرصة المغادرة من أجل العيد، كان ذلك مقررا منذ فترة طويلة”.
وضمن برنامج هذا الاحتفال الذي يحظى لديها بمكانة كبيرة، وفضلا عن زيارة عائلتها، وهي كثيرة العدد، تخطط أيضا لرحلة نحو الجنوب لزيارة أهل زوجها في ثالث أيام العيد.
من جهته، يسافر عمر برفقة زوجته وأولاده من الرباط إلى كلميمة (على بعد نحو ستين كلم عن الرشيدية) للقاء أفراد عائلته في عيد الأضحى.
وأوضح عمر البالغ من العمر أربعين عاما: “في هذا العيد، عادة ما نمضي أسبوعا مع الأهل”.
وأوضح عمر بابتسامة: “في هذا العام الاستثنائي ومع إعادة فتح الحدود البرية، من المستحيل أن نفوت تمضية العيد مع الأهل. سيأتي إخوتي وأخواتي جميعا من أوروبا للاحتفال بهذه المناسبة مع العائلة”.
أما نسيمة، وهي طالبة في فرنسا، فلم تتردد في شراء تذكرة باريس-مراكش من أجل زيارة الأهل في المدينة الحمراء. وقالت نسيمة التي تنوي تمديد عطلتها لعشرة أيام لتحقيق أقصى استفادة مع أسرتها: “لقد تمكنت من الحصول على تذكرة بسعر مناسب للغاية”.
وسائل النقل: جهود كبيرة من قبل الحكومة والمهنيين
من أجل مواكبة التدفق الكبير على وسائل النقل، عملت الحكومة على اتخاذ جملة من الإجراءات على مستوى المحطات الطرقية لمواكبة الطلب الذي يعرفه النقل الطرقي خلال هذه الفترة.
هذا ما أكده الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس الذي أعلن أنه من المرتقب منح 4350 رخصة استثنائية لتيسير تنقل المواطنين خلال عطلة عيد الأضحى.
وبخصوص النقل السككي، تم إعداد برنامج خاص يهم كل الشبكات السككية بهذه المناسبة الدينية، حيث ستتم برمجة 242 قطار عوض 220 في الأيام العادية، وذلك بسعة قدرها 150 ألف معقد عوض 120 ألف.
وأعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية أنه وضع رهن إشارة المسافرين قطار البراق كل ساعتين خلال يوم العيد، من الساعة 9 صباحا إلى 9 مساء.
كما أعلن المكتب عن تعبئته لجعل القطار في متناول الجميع، ولا سيما خلال فترة الصيف، من خلال عروض أسعار تتناسب مع احتياجات المسافرين الوطنيين والدوليين، بالإضافة إلى تعرفة “أهلا” المخصصة للمغاربة المقيمين في الخارج، وعرض “نتسارا بلادي”، وعرض “YALLA Family” و “Group 3 to 9”.
حم
ومع 091511 جمت يوليوز 2022 Imprimer WordWhatsApp