
إن نجاح السياسات العمومية و تنزيلها على أرض الواقع بصورة يبتهج بها المواطنين لا يمكن أن يتحقق إلا بمرتكزات عدة ، نواتها هي النزاهة ، وقد رسخ هذا المنهاج المستقيم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله منذ 25 سنة و في أول خطاب سامي وجهه جلالته إلى المسؤولين عن الجهات والولايات والعملات والأقاليم من رجال الإدارة وممثلي المواطنين بتاريخ 12 أكتوبر 1999 ، نعم إنها رؤية ملكية سامية سديدة مكنت المغرب بعد ربع قرن من كسب رهانات كبيرة وتحديات عظام على جميع المستويات الداخلية و الخارجية ، آخرها انتزاع الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ، و إن بدأنا نستعرض الإنجازات المحققة طيلة هذه الأعوام قد يجف المداد و لا تسعفنا الذاكرة على استذكار كل شيء ولكن حسبنا في ذلك هو تلخيصها في الأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة المغربية الشريفة وهما أساس كل تقدم كيفما كان و الكنز المفقود الذي تبحث عنه دول العالم في زمن التقلبات السياسية .
إن التنمية تستدعي تجند الكل و تظافر الجهود من لدن الجميع سلطات عمومية ومجالس منتخبة و إدارات ، خاصة في ظرفية استثنائية متعلقة بعرس تاريخي هو وجه الوطن أمام دول العالم ، لهذا فإن هذه الفترة لا مجال فيها لأي صراعات سياسوية فارغة أو معارضة ذات حسابات سياسية ضيقة ، فالذي سيغرد خارج السرب سيعتبر مجرد صوت نشاز لن يعتد به .
إن مدينة مراكش قد حباها الله تعالى بجمالية و قبول لن يجدهما المرء في أي بقعة من بقاع العالم ولو أفنى عمره في التنقل بين بلدان العالم شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، فهي سر من أسرار الخالق في أرضه ، لهذا تجد البهجة و الابتسامة تعلو محيى سكانها فوصفت بذلك بمدينة البهجة ، إن هذه البهجة التي نتحدث عليها نريدها أن تستمر في الزمان و المكان و ذلك بتعاون كل من له الغيرة على هذه المدينة ، فمراكش الغد لن تكون هي مراكش الأمس أو اليوم ، فالمدينة مقبلة على مرحلة جديدة من التقدم و الازدهار بمجموعة كبيرة من الأوراش والمشاريع التي إبتدأت حكايتها أولا مع احتضان المدينة للمؤتمر العالمي للبنك الدولي وثانيا بالشروع في تنفيذ برنامج عمل الجماعة المتعاقد عليه وفق مدة زمنية محددة بين سنة 2023 و 2028 بميزانية مهمة ، و ستتوج هذه المشاريع و الأوراش الكبيرة بالبرنامج الخاص بتأهيل المدينة الحمراء من أجل احتضان مباريات من كأس العالم 2030 ، مما سيغير معالم المدينة الحمراء و سيخلق لأبناءها فرص الشغل هم بأمس الحاجة إليها .
أفليس على المراكشيين جميعا وكل من موقعه وحسب اختصاصه أن يضعووا اليد في اليد و يشمروا على سواعد الوطنية لنكسب الرهان ونكون في مستوى الحدث ، أكيد لن نخلف الموعد و سنكون في المستوى المطلوب و عند حسن ظن الجميع و عند ثقة ملكنا محمد السادس نصره الله ، لأنه ما يبعث على الاطمئنان هو أن مراكش تتوفر على كفاءات مهمة ومحبة لمدينتها ولوطنها و أهم من ذلك يشهد لها بالنزاهة .
إن جماعة مراكش بمنتخبيها وأطرها مدعوة إلى التلاحم و التعاضد و نبذ أي خلاف كيفما كان خاصة إذا كان ذو بعد سياسي ، أو لغاية في نفس يعقوب ، لأن مراكش مستقبلا ستتحدث بلغة التنمية فقط ولا غير ، لأن النزاهة التي تحدثنا عنها أعلاه متوفرة في فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش وهذا يشهد لها به القاصي و الداني و العدو قبل الصديق ( ولو أنه معروف على سياستها أنها لا تعادي أحدا بقدر ما تصنع الأعداء ..) .
حديثنا على مستوى جماعة مراكش يمكن إسقاطه على مقاطعاتها الخمس مع تحفظنا على الطريقة التسييرية لثلاث مقاطعات منها التي سنخصص لها حيزا مهما من مواضيعنا التي هي مجرد أراء التي قد تصيب وقد تخطئ وقد تتفق معها و قد تختلف و في الاختلاف حق الرد مكفول.
Be the first to comment