وقع حادث اختناق مأساوي في دوار الزاوية بجماعة أكلو بإقليم تزنيت، حيث لقي ثلاثة أشخاص حتفهم، من بينهم عنصران من عناصر الوقاية المدنية، الحادث وقع داخل مطفية ماء، بينما كان الضحايا يحاولون إفراغها من مخلفات الطين. فيما نُقل شخص رابع إلى قسم المستعجلات الطبية بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول لتلقي العلاجات الضرورية.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن الواقعة حدثت صباح اليوم الإثنين 2 شتنبر الجاري، بعد تلقي مصالح الوقاية المدنية إشعاراً بوجود شخص عالق داخل المطفية ويعاني من الاختناق أثناء محاولته تنظيفها.
واعاد هذا الحدث الأليم، تضحيات عناصر الوقاية المدنية والظروف العامة التي تحيط بتدخلاتهم الى الواجهة خاصة على المستوى اللوجستي، وتسخير التطور التكنولوجي لخدمة مهام هذا الجهاز الحيوي.
وكانت القيادة العامة للوقاية المدنية، قد ذكرت في فبراير الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية، أنها تخلد هذا اليوم تحت شعار “التكنولوجيات المبتكرة في خدمة الوقاية المدنية”، الذي اختارته المنظمة الدولية للحماية المدنية هذه السنة لإحياء هذه الذكرى.
وأشارت إلى أن هذا الموضوع يفتح المجال للتفكير في الاستراتيجيات التي تنفذها الوقاية المدنية من أجل تعزيز معداتها العملياتية من أجل استجابة ملائمة في حالة وقوع حدث كبير، بهدف حماية السكان والممتلكات.
وأكدت أن الكوارث الطبيعية، الناجمة عن التغيرات المناخية، أصبحت أكثر فأكثر تعقيدا وتواترا وحدة، مضيفا أن تدبير هذه الحوادث يتطلب من مختلف المتدخلين إعادة التفكير في القدرات والوسائل الاستباقية والحد والسيطرة على هذه الحوادث.
وشددت على ان البحث العلمي في مجال التكنولوجيا يضع رهن إشارة الفاعلين في مجال الوقاية المدنية حلولاً مبتكرة، تمكنهم من تحسين الاستجابة، واكتساب الفعالية العملياتية أثناء حالات الطوارئ.
ومن أجل إنجاز مهام المساعدة والإغاثة المنوطة بها على أحسن وجه، تستخدم مصالح الحماية المدنية أحدث الوسائل التكنولوجية، خصوصا محطات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، المدمجة في “مركبات مركز القيادة” التي توفر الاتصال للمتدخلين في المناطق المعزولة التي لا تغطيها الشبكات الأرضية.
وتشمل هذه التقنيات المتطورة أيضا الطائرات بدون طيار المستخدمة في البحث والاستكشاف في المواقع التي يتعذر الوصول إليها أثناء حرائق الغابات أو الانهيارات، وتكنولوجيا السونار للكشف عن الجثث تحت الماء، بالإضافة إلى وسائل أخرى مجهزة ببرامج من الجيل الجديد مثل نظام المعلومات الجغرافية (GIS) أو محاكاة حرائق الغابات.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال جهاز الحماية المدنية في حاجة إلى استراتجيات مبتكرة لضمان نجاعة تدخلاتها، ومعدات لوجيستية، تحمي عناصره البشرية أولاً، وتساعده في مراكمة مهنيته وخبرته ثانيا.
Be the first to comment