تقع محطة أوكايمدن في قلب جبال الأطلس الكبير، على بعد حوالي 70 كيلومترًا من مدينة مراكش، وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية الشتوية في المغرب. بمناظرها الطبيعية الخلابة وثلوجها البيضاء التي تزين قمم الجبال، تجذب هذه المحطة عشاق الرياضات الشتوية والمغامرات، وتوفر ملاذًا فريدًا لمحبي الطبيعة. ومع ذلك، تواجه أوكايمدن تحديات تعيق تحقيق إمكاناتها السياحية والاقتصادية الكاملة.

تشتهر أوكايمدن بجمالها الساحر الذي يبرز بشكل خاص خلال فصل الشتاء، حيث تتحول إلى لوحة طبيعية مغطاة بالثلوج. توفر المحطة فرصا مميزة لممارسة الرياضات الشتوية مثل التزلج على الجليد وركوب الزلاجات، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق المغامرة.

أما في الصيف، فتحافظ المنطقة على جاذبيتها بفضل مناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخضراء، ما يفتح الباب لتحولها إلى وجهة سياحية على مدار العام إذا توفرت الإرادة التنموية.
وعلى الجانب الثقافي، تزخر أوكايمدن بتراث غني، حيث تحتضن نقوشًا صخرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، شاهدة على تاريخ عريق لحضارات متعاقبة. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالتقاليد الأمازيغية الأصيلة، سواء عبر الأطباق المحلية الشهية أو المشغولات اليدوية التي تحمل بصمة هذه الثقافة العريقة.
رغم الجمال الطبيعي والتاريخ الثقافي الذي يميز أوكايمدن، فإنها تواجه مشكلات عديدة تحد من تطورها كوجهة سياحية عالمية. أبرز هذه التحديات تشمل البنية التحتية المحدودة التي تفتقر إلى مرافق إقامة حديثة وصيانة مناسبة للطرق، مما يجعل التنقل إليها صعبًا، خاصة في الشتاء.
كما أن الضغط البيئي الناتج عن غياب التخطيط واستراتيجيات الحفاظ على الموارد الطبيعية يهدد النظام البيئي الهش. بالإضافة إلى ذلك، فإن تغير المناخ وتراجع كميات الثلوج يمثلان خطرًا على مستقبل الرياضات الشتوية، في ظل غياب استثمارات كافية للترويج والتطوير.
وفقًا للحقوقي محمد الهروالي، منسق جهة مراكش-آسفي للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، فإن تحقيق التنمية المستدامة في أوكايمدن يتطلب خطة شاملة تتضمن تحسين البنية التحتية، حماية البيئة، تعزيز التسويق، وتشجيع الشراكات الاستثمارية بين القطاعين العام والخاص لتوفير الموارد اللازمة لتطوير المنطقة وجعلها تنافس الوجهات السياحية العالمية.
تظل أوكايمدن مثالًا فريدا يجمع بين جمال الطبيعة وتحديات التنمية. ومع وجود إرادة سياسية ورؤية واضحة، يمكن أن تتحول هذه المحطة إلى نموذج رائد للسياحة المستدامة في المغرب. بين سحر القمم الثلجية وثقافة الأمازيغ العريقة، تحمل أوكايمدن وعودًا بمستقبل مشرق إذا ما استُثمرت مواردها بحكمة وفعالية.















