اليوسفية: كريم الزهراوي
تحولت رحلة قطار كانت مبرمجة لنقل المسافرين من مدينة اليوسفية نحو مدينة آسفي، اليوم السبت 28 يونيو الجاري، إلى تجربة قاسية ومعاناة حقيقية، بعدما اضطر القطار للتوقف بشكل مفاجئ في منطقة نائية على بعد حوالي كيلومترين من جماعة ثلاثاء بوكدرة، نتيجة عطل تقني مفاجئ.
القطار الذي كان يقل عشرات الركاب، توقف دون سابق إنذار وسط الخلاء، مما أربك المسافرين وخلق حالة من الذعر والقلق، خاصة مع غياب أي معلومات رسمية من طاقم القطار أو المكتب الوطني للسكك الحديدية بشأن طبيعة العطل أو المدة اللازمة لإصلاحه.
وما زاد من تفاقم الوضع هو الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، حيث تحولت عربات القطار إلى فضاءات خانقة بسبب انعدام التهوية واحتباس الهواء، مما جعل الركاب، ومن ضمنهم أطفال ومرضى، يعانون بشدة وسط ظروف مناخية قاسية لا ترحم. واستمرت معاناتهم لأكثر من ساعة دون أي تدخل من الجهات المعنية أو توفير أدنى شروط الراحة.
وفي خضم هذه الأزمة، سُجّل غياب تام للمسؤولين عن المكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث لم يتم إرسال أي فرق فنية أو مساعدة تقنية لاحتواء الموقف، كما غاب أي تواصل من طاقم القطار مع الركاب، وهو ما ساهم في زيادة التوتر والانزعاج، وسط تساؤلات عالقة حول مصير الرحلة.
عدد من المسافرين عبّروا عن غضبهم من هذا التعامل الذي وصفوه بـ”المهين”، معتبرين أن ما وقع يكشف عن خلل بنيوي في تدبير الأزمات الطارئة داخل منظومة السكك الحديدية، واستغربوا غياب خطط واضحة للاستجابة السريعة في مثل هذه الحالات.
وطالب المتضررون بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات، واتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، مع دعوات لتحسين الخدمات وتوفير شروط الراحة والسلامة داخل القطارات، خاصة خلال الفترات التي تعرف ارتفاعًا مهولًا في درجات الحرارة. كما شددوا على ضرورة تعزيز قنوات التواصل داخل القطارات لطمأنة الركاب وتمكينهم من التفاعل مع المستجدات في مثل هذه الظروف الطارئة.















