بحضور السفارة السويسرية والمخرج لادنبوغر… «جذور الريح» يضيء ربع قرن من الثقافة الحية وتراث المغاربة

هيئة التحرير22 نوفمبر 2025202 مشاهدة
بحضور السفارة السويسرية والمخرج لادنبوغر… «جذور الريح» يضيء ربع قرن من الثقافة الحية وتراث المغاربة

مونية هاجري

في أمسية سينمائية غنية بالدلالات الثقافية والرؤى الإنسانية، احتضنت مؤسسة دار بلارج بمراكش، مساء أمس الجمعة عرض ما قبل الإفتتاح لفيلم «جذور الريح» للمخرج الألماني السويسري توماس لادنبوغر، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المؤسسة. وتميز الحدث بحضور رسمي وثقافي لافت، في مقدّمته ممثلون عن السفارة السويسرية، إضافة إلى شخصيات فاعلة في مجالات الفن، التراث، والعمل الثقافي.

منذ الدقائق الأولى للعرض، بدا واضحًا أن الفيلم ليس مجرد وثائقي تقليدي، بل رحلة بحث إنسانية في السؤال الجوهري: كيف يمكن للإنسان أن يبني ذاته إذا كان منقطعًا عن جذوره؟


سؤال حمله لادنبوغر إلى عمق العلاقة بين المغاربة وتاريخهم، الرسمي منه والحميمي، العائلي والشعبي؛ تلك القصص المتوارثة شفهيًا عبر الأجيال، والتي تشكل الهوية الثقافية للمجتمع وتمنحه شعور الانتماء.

اعتمد الفيلم على التجربة الطويلة لمؤسسة دار بلارج، التي كرّست ربع قرن من العمل في الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمدينة، وفي دعم الثقافة الحية بمراكش. ويتتبع الوثائقي المسار الإبداعي والإنساني لعدد من النساء المعروفات بـ “الأمهات الموهوبات”، إضافة إلى شباب وأطفال وجدوا في ورشات المؤسسة فضاءً لإعادة اكتشاف ذواتهم وثقافتهم، والانفتاح على طرق جديدة للتعبير، وصناعة مسارات شخصية نحو التحرر والإبداع.

وقد شكّل حضور السفارة السويسرية إضافة نوعية إلى الأمسية، حيث يعكس هذا الحضور دعمًا لمشروع سينمائي وثقافي يعبر الحدود، ويُبرز أهمية التبادل الثقافي بين المغرب وسويسرا، خصوصًا أن المخرج لادنبوغر ينتمي بدوره إلى هذا الامتداد الثقافي المتعدد.

أما المخرج، فقد قدّم خلال النقاش الذي تلا العرض قراءة في خلفيات الفيلم، مؤكدًا أن «جذور الريح» ليس فقط تحقيقًا بصريًا، بل محاولة لإعادة صوت الأشخاص الذين لا يُسمع صوتهم غالبًا، وإلقاء الضوء على تراث غني يشكّل أساس الهوية المغربية.

لم يكن الحدث مجرد لقاء سينمائي، بل احتفالًا بذاكرة تمتد لخمسة وعشرين عامًا، وبمؤسسة جعلت من الثقافة جسرًا نحو الوعي، ومن التراث طاقة متجددة.
أما الفيلم، فبدا كتحية صادقة لكل من ساهم في هذه المسيرة: صانعي الفكرة، حاملي الذاكرة، والمجتمع الذي جعل «جذور الريح» رؤية حيّة، راسخة… وحرة كالريح

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة