قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، إن مؤشرات النجاح الكبير لتلقيح الأطفال ضد (كوفيد-19)، تبرز، مرة أخرى، ثقة المغاربة في التلقيح بشكل عام.
وأضاف السيد حمضي أن هذه الثقة التي تم تأكيدها وترسيخها لأكثر من أربعين عاما، وضعت المملكة ضمن الدول الرائدة في العالم بنسبة تغطية تلقيح تتجاوز 95 في المائة.
وأكد أنه بعد مليارات الجرعات من اللقاح المضاد ل(كوفيد-19) التي استفاد منها البالغون في جميع أنحاء العالم، والتي أظهرت الحماية القوية المقدمة لأولئك الذين تم تلقيحهم وبطريقة استثنائية ضد الأشكال الخطيرة والوفيات، تم إجراء العديد من الدراسات المتعلقة بعشرات الملايين من لقاحات الأطفال في نفس الاتجاه، مشيرا، في هذا الإطار، إلى دراستين أمريكيتين حديثتين وجدتا فائدة، إن لم تكن ضرورة، لتلقيح الأطفال في الفئة العمرية 12-17 سنة.
وأوضح السيد حمضي أن البيانات الأولى من إحدى هاتين الدراستين أظهرت أنه نظرا لزيادة قابلية انتقال متحور “دلتا”، فقد تضاعف معدل الاستشفاء خمس مرات لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و17 عاما، على الرغم من حقيقة أن هذا المتحور لا يسبب، بشكل خاص، حالات أكثر خطورة ل(كوفيد-19) لدى الأطفال والمراهقين، مقارنة بالمتحورات والفئات العمرية الأخرى، مضيفا أن هناك خلاصة مهمة أظهرت أن معدلات الاستشفاء كانت أعلى بنحو عشرة أضعاف بالنسبة للمراهقين الذين تم تلقيحهم مقارنة بالمراهقين غير الملقحين خلال فترة وباء “دلتا”.
وأكد أن الدراسة الثانية، التي نشرت في نفس اليوم، أظهرت أن تلقيح البالغين يحمي الأطفال من العدوى عن طريق تقليل الحاجة للمستعجلات وعدد حالات الاستشفاء، وبالمقابل فإن تلقيح الأطفال يحمي البالغين من خلال كسر سلاسل انتقال الفيروس وتسريع المناعة الجماعية.
وحسب الباحث فإنه على عكس الأخبار والادعاءات الكاذبة حول تلقيح الأطفال لم يتم السماح بهذه العملية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والاتحاد الأوروبي والصين وأماكن أخرى في العالم، سوى بعد إجراء التجارب السريرية على أطفالهم المتطوعين وفقا لقواعد العلم والبحوث وأخلاقيات مهنة الطب، كما هو الحال دائما مع اللقاحات والأدوية الأخرى المخصصة للأطفال، لضمان سلامة وأمن وفعالية هذه اللقاحات.
وذكر، في هذا الصدد، أن هذه اللقاحات لم يتم اعتمادها من طرف السلطات الصحية الوطنية سوى بعد دراسة معمقة لفائدة هذا التلقيح والحاجة إليه والفوائد المتوقعة في مواجهة المخاطر المصاحبة لوباء (كوفيد-19).
من جهة أخرى، أكد السيد حمضي أن التلقيح يقوي مناعة الأطفال، موضحا أن قدرة الجهاز المناعي للأطفال دون السنتين من العمر مهمة جدا وقادرة على الاستجابة لعشرة آلاف لقاح بشكل متزامن.
وخلص إلى أنه بالنظر لتعقيد هذا الجهاز المناعي، إذا تم إعطاء جميع اللقاحات الموصى بها للرضع دفعة واحدة، فلن يستخدموا سوى 0.1 في المائة من قدرات جهاز المناعة لديهم.