
جرى، أمس السبت، تنظيم لقاء للاحتفاء بانضمام مراكش لشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، بمشاركة مختلف الفاعلين الترابيين المعنيين.
وهدف هذا اللقاء، الذي نظم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لمحاربة الأمية (13 أكتوبر)، إلى إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع “مراكش، مدينة التعلم”، والتعريف بشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، وتعبئة الفاعلين الترابيين حول هذا المشروع، من خلال تقديم محتوى ملف ترشيح مراكش، وإطلاق تفكير تشاركي بخصوص آليات تنفيذه.
كما سمح هذا اللقاء بإجراء نقاش وتفكير معمقين، بهدف تنزيل آليات فعالة لإنجاح التحديات المرتبطة بمستقبل تعلم وتعليم الكبار في مراكش.
ونوهت نائبة رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، خديجة بوحراشي، في كلمة بالمناسبة، بهذا الانضمام، الذي يمثل اعترافا بالجهود التي تبذلها الجماعة وشركاؤها، فضلا عن مختلف الفاعلين المحليين لجعل التعلم والتعليم مدى الحياة رافعة للتنمية الترابية.
وأضافت السيدة بوحراشي أن هذه العضوية هي تتويج لترشيح قدمته الجماعة وشركاؤها، ولا سيما جامعة القاضي عياض والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وكذلك الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش – آسفي ، الذين قدموا مساهمة كبيرة خلال إعداد ملف ترشيح المدينة الحمراء.
وتابعت أن هذا الانضمام يشكل لبنة جديدة بالنسبة للجماعة في تنفيذ استراتيجيتها في مجال تعليم الكبار، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، والتي تهدف إلى المساهمة بشكل فعال في تنزيل توصيات النموذج التنموي الجديد.
من جهته، قال مدير مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، ممثلا لدى المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس، إريك فالت، إن انضمام مدينة مراكش لشبكة اليونسكو لمدن التعلم يتوج انخراطا طويل النفس، ويعكس خلاصات المؤتمر الدولي السابع لتعلم الكبار، الذي أعلن عن أهمية التعلم مدى الحياة.
وأضاف أن استراتيجية “مراكش، مدينة التعلم” تطمح إلى رفع العديد من التحديات الحاسمة من خلال التعاون مع شركائها المؤسسين ، بما في ذلك مضاعفة وابتكار وتنويع الفضاءات وفرص التعلم، وتعزيز جودة التعليم والتكوين، النظامي غير النظامي، وإدماج مفهوم التعلم مدى الحياة، في الأعمال العمومية والخاصة.
من جانبه، أكد الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، جمال الدين العلوة، أن مراكش، التي استضافت في يونيو الماضي، المؤتمر الدولي السابع حول تعلم الكبار، الذي توج بالمصادقة على “إطار عمل مراكش” من قبل 142 دولة عضوا في اليونسكو، حول تعلم وتعليم الكبار، أضاف لبنة جديدة في الصرح العالمي، بعدما أصبحت مدينة للتعلم عن جدارة واستحقاق.
وكشف، في السياق نفسه، أن المسؤولين والفاعلين الترابيين لم يدخروا جهدا لجعل مراكش مدينة تتوفر على جميع البنيات التحتية الموجهة للتعلم وللمعرفة، داعيا مدن التعلم المغربية (إفران والعيون وشفشاون وابن جرير ومراكش) إلى مضاعفة التبادلات وتقوية روابط التعاون بينها ومع المدن الأخرى في الشبكة، خاصة المدن الإفريقية، وتكوين شبكة مغربية لمدن التعلم، لكي تقوم بدور “القاطرة” لجذب أكبر عدد من المدن للانضمام إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم.
وأبرز ممثل ولاية جهة مراكش – آسفي جهود كافة الفاعلين المحليين والترابيين للحصول على هذه “العلامة”، مشيرا إلى أن مشروع “مراكش، مدينة التعلم” تم جعله مشروعا موحدا ومهيكلا للعمل العمومي المحلي.
وأكد عميد كلية العلوم السملالية بمراكش ، حسن المودن ، بدوره، أن جامعة القاضي عياض منخرطة في نموذج التعلم مدى الحياة، مستعرضا مختلف الأعمال التي تقوم بها مؤسسة التعليم العالي هذه في إطار التعلم مدى الحياة، ولاسيما الجامعة الشعبية، وإحداث مركز للتكوين المستمر، ومركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية.
أما مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش – آسفي، مولاي أحمد الكريمي، فقد دعا إلى مضاعفة الجهود لجعل التعلم مدى الحياة حقيقة ملموسة، مستعرضا البرامج التي تنفذها الأكاديمية في هذا الإطار، ولا سيما مدرسة الفرصة الثانية، التي نجحت في إعادة ادماج 5 آلاف تلميذ في المدرسة على صعيد الجهة.
ويعد انضمام مراكش إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في شتنبر 2022، تتويجا لطلب ترشيح قدمه مجلس المدينة، بدعم من عدة شركاء. كما يأتي ليؤكد الانخراط الاستراتيجي للمجلس وشركائه لجعل التعلم مدى الحياة رافعة أساسية للتنمية الترابية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعرف اليونسكو “مدينة التعلم” بأنها المدينة التي تعبئ مواردها بشكل فعال في جميع القطاعات لتشجيع تعلم شامل، ابتداء من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وتنشط التعلم في الأسر والمجتمعات، وتسهل التعلم في مكان العمل، مع توسع استخدام تقنيات التعلم الحديثة، وتعزز الجودة والتميز في التعلم وشجع ثقافة التعلم مدى الحياة.