بعدما اكتشفت هذا التعريف البليغ والقوي البارع لشخصية لحلايقي الراوية القصاص في مقامة لسان الدين بن الخطيب، معيار الاختيار ( أو الاختبار) منذ عام 1997، زمن تحضيرنا لأول استشارة دولية اقامتها الحكومة المغربية بشراكة مع منظمة اليونسكو حول “المجالات الثقافية الشعبية العريقة” و من بينها ساحة جامع الفناء، مرت مدة طويلة أعددت بعدها هذا النص و كتبته محورا إلى دارجة أهل مراكش. ودرسته لتلامذتي بمدرسة مراكش للحكي سنة 2021 وفي مقدمتهم زهير الخزناوي، وذلك في إطار أنشطة جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته.
و يسعدني اليوم أن أعرض عليكم هذا الفيديو الجميل، حَجاية، للحكواتي الشاب زهير الخزناوي، عضو جمعيتنا و مدير مهرجان مراكش العالمي للحكاية. شارك بإخراجه شاب مجتهد آخر ياسين كتمان لنيل دبلومه في مدرسة الفنون السمعية البصرية بمراكش.
أسهم في إنجاز الشريط شبان آخرون نتمنى لهم كافة الجمع بين التمكن الفني و الرسوخ في ثقافتنا المغربية العربية الإسلامية عالية النَفس. العناية بأدبيات لسان الدين بن الخطيب رحمه الله بداية، و يبقى ميراثنا الأدبي بحرا لا ساحل له ينتظر مثل هذه الأعمال الجميلة المجددة في الأدب و الشعر و التاريخ و التصوف و الفلسفة و تراجم الرجال و النساء… و في ميادين عديدة تتألق جمالا و بهاء وحكمة.
و أجدد شكري وتقديري لفريق العمل الشباب الذين سهروا بوسائل ذاتية بسيطة جدا على إنجاز الشريط و أحيوا ذكر شخصية عظيمة في تاريخ غربنا الأدبي و الروحي و السياسي بل و حتى المعماري.
بقلم: جعفر الكنسوسي