بعد مرور أكثر من عام على زلزال الحوز، تتفاقم معاناة المتضررين، حيث كشفت الأمطار والثلوج والرياح العاتية عن هشاشة أوضاعهم المعيشية، مع استمرارهم في الإقامة داخل خيام مؤقتة. هذه الظروف المأساوية زادت من شعور الضحايا بالإحباط، وسط تباطؤ واضح في وتيرة إعادة الإعمار، وتأخر توفير حلول دائمة تحفظ كرامتهم.
في الأيام الأخيرة، تسببت الرياح القوية في اقتلاع خيام العديد من الأسر المنكوبة وأقسام تعليمية مؤقتة، مما دفع السكان إلى التعبير عن استيائهم المتزايد من الوضع. مشاهد من المناطق المتضررة وثّقت محاولة السكان المستميتة للحفاظ على خيامهم أمام العواصف، في صورة تجسّد معاناتهم اليومية منذ أكثر من 14 شهرًا.
وفيما تعاني الأسر من هذه الظروف القاسية، برزت قضية مقلقة تفاقم من حجم مأساتهم. فقد تعرض بعض المتضررين لعمليات نصب، نفذها مقاول حصل على مبالغ مالية من ضحايا الزلزال بوعد بناء مساكن جديدة، ثم اختفى عن الأنظار. شهادات متطابقة أفادت بأن المقاول جاء بتزكية من مسؤولين محليين، مما دفع السكان إلى الوثوق به، ليكتشفوا لاحقًا أنهم وقعوا ضحية عملية احتيال منظمة.
الواقعة لم تقتصر على منطقة واحدة، بل طالت جماعات متضررة أخرى، مما دفع المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية إلى مساءلة وزير الداخلية بشأن هذه الحادثة، مطالبة بفتح تحقيق شامل لتحديد المسؤولين عن عمليات النصب ومحاسبتهم، إلى جانب اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المتضررين من أي استغلال مستقبلي.
هذه التطورات تُضاف إلى قائمة طويلة من التحديات التي تواجه ضحايا الزلزال، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة الطبيعة وأزمات متلاحقة دون أن تلوح في الأفق بوادر حقيقية لحل دائم. أصوات المجتمع المدني والمسؤولين المحليين تتعالى مطالبة بتسريع وتيرة إعادة الإعمار وتوفير مساكن تحمي الأسر من ظروف الشتاء القاسية، مع ضرورة استعادة ثقة المتضررين في المؤسسات المشرفة على هذه العملية.
بين معركة مع قسوة المناخ وصدمة عمليات النصب، يعيش المتضررون من زلزال الحوز لحظات عصيبة تعكس حجم التحديات التي ما زالت تواجههم. ورغم الوعود الحكومية المتكررة، يظل السؤال المطروح: متى يجد هؤلاء حلاً يضمن لهم حياة كريمة بعيدًا عن الخيام والمآسي؟
Be the first to comment