شهدت دواوير تابعة لقيادة أهل الغابة بإقليم قلعة السراغنة، صباح اليوم الخميس، مسيرة احتجاجية غير مسبوقة شارك فيها أكثر من 300 تلميذ وتلميذة، مشيا على الأقدام في اتجاه ولاية مراكش، تعبيرا عن غضبهم من استمرار غياب النقل المدرسي، ما يهدد حقهم في التعليم.
وجاءت هذه الخطوة التصعيدية، وفق ما أكده فاعلون جمعويون، بعد تجاهل السلطات الإقليمية لمطالب التلاميذ وأوليائهم، رغم تكرار الشكايات والمناشدات. ورغم خطورة الوضع، لم تتحرك الجهات المسؤولة إلا بعد خروج المسيرة عن المجال الترابي للإقليم، حيث تدخلت عناصر الدرك الملكي لمحاصرتها، ليتدخل بعدها رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الإقليم لإقناع التلاميذ بالعودة، مع تقديم وعود بحل المشكلة.
وفي هذا السياق، عبر عدد من الفاعلين الجمعويين عن استيائهم مما وصفوه بسياسة “الأبواب المغلقة” التي تنهجها سلطات الإقليم، وعلى رأسها عامل الإقليم، الذي يرفض، وفق تعبيرهم، استقبال شكايات الفعاليات المدنية والمواطنين المتضررين. وأضافوا أن العديد من المصالح الإدارية داخل العمالة لا تتفاعل مع قضايا الساكنة، مما يعمّق أزمة الثقة بين المواطنين والمسؤولين.
وأكدت المصادر ذاتها أن مشكل النقل المدرسي ليس سوى واحدا من عدة قضايا عالقة في المنطقة، مشيرة إلى أن الحلول الترقيعية والوعود غير المنجزة زادت من الاحتقان الاجتماعي، خصوصا في صفوف التلاميذ وأسرهم، الذين يجدون أنفسهم أمام واقع مرير يهدد مستقبلهم الدراسي.
ويطالب المحتجون بتوفير حافلات للنقل المدرسي تضمن لهم حقهم في الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية بكرامة، بدل اضطرارهم إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في ظروف صعبة. كما يدعون إلى ضرورة فتح قنوات الحوار بين السلطات والمجتمع المدني، بدل تجاهل شكاياتهم وإغلاق الأبواب في وجوههم.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستفي السلطات بوعودها هذه المرة، أم أن معاناة تلاميذ قيادة أهل الغابة ستظل مستمرة في غياب حلول ملموسة؟
Be the first to comment