المنصوري تختار الوفاء على الترحال

في خضم تزايد التكهنات حول خريطة الترشيحات المرتقبة بمدينة مراكش استعدادا للانتخابات التشريعية لسنة 2026 راجت أنباء عن احتمال خوض فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش ، للاستحقاق القادم بدائرة جليز أو دائرة المنارة بدل دائرتها التقليدية “المدينة – سيدي يوسف بن علي تسلطانت”. غير أن قراءة واقعية للمشهد السياسي المحلي تجعل من هذا السيناريو مستبعدا جدا، إن لم يكن مستحيلا.

فالمنصوري، المعروفة بثباتها السياسي ، قوة شخصيتها و إيمانها بالصلابة التنظيمية، لا تبدو من النوع الذي يغير مواقع تموقعه الانتخابي بدافع أي ظرف ، خاصة وأن دائرة المدينة تمثل لها أكثر من مجرد خزان انتخابي بل إنها امتداد لشرعيتها السياسية و لمسار طويل من الثقة المتبادلة بينها وبين ساكنة المنطقة، تجسد في تجربتها الجماعية والبرلمانية الأخيرة، من خلال إعتمادها على خطاب وسياسة القرب .

و من خلال قراءة الأسس السياسية والشخصية ، تعتبر المنصوري من القيادات القليلة التي ترفض منطق “الترحال الانتخابي”، وتؤمن بأن الشرعية السياسية تبنى على الالتزام والاستمرارية، لا على البحث عن دوائر تبدو أسهل انتخابيا.

وعليه، فإن الأخبار المتداولة حول نيتها الترشح بدائرة جليز أو المنارة لا تعدو أن تكون أخبار احتساء أكواب القهوة ، في وقت تتسارع فيه الاستعدادات لخوض استحقاق يرتقب أن يكون التنافس فيه على أشده.

وفي المقابل، يرتقب أن يشهد التنظيم الحزبي لحزب الأصالة والمعاصرة على مستوى الدائرة الانتخابية “المدينة – سيدي يوسف بن علي تسلطانت” دينامية متجددة، من خلال التحاق وجوه جديدة، من طاقات كبيرة و وازنة سياسيا، لتعزيز الحضور الميداني داخل المقاطعات الثلاث المكونة للدائرة، كما يتوقع أن تعرف المرحلة المقبلة عودة بعض الوجوه التي غابت عن الحزب في الفترة الأخيرة، في إطار عملية الصلح ولم الشمل( مع استبعاد الفتانون ) من أجل تقوية الجبهة التنظيمية وتنظيفها استعدادا للمعارك الانتخابية المقبلة .
ويبقى السؤال عن وصيف فاطمة الزهراء المنصوري في اللائحة التشريعية .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*