يشهد الوسط العمالي بشركة النقل الحضري ALSA مراكش حالة من التوتر والقلق المتزايد، وسط مخاوف من ضياع الحقوق المهنية للأجراء في ظل غياب تمثيلية نقابية أو مهنية فاعلة تدافع عن مصالحهم وتؤطر علاقتهم مع الإدارة والجهات المختصة.
ويعبّر عدد من العاملين بالشركة عن استيائهم من الفراغ التمثيلي داخل المؤسسة، معتبرين أن غياب مندوبي الأجراء وضعهم في موقع هشّ، وجردهم من الآليات القانونية التي تضمن لهم الدفاع الجماعي عن حقوقهم المشروعة، سواء المرتبطة بالوضعية المهنية الحالية أو بالمستقبل الغامض الذي يرافق مرحلة تجديد عقد التدبير المفوض.
في المقابل، اضطر العديد من العمال، حسب شهادات متطابقة، إلى مواجهة الإدارة بشكل فردي، مما جعلهم عرضة لضغوط مهنية ونفسية متزايدة، قد تصل إلى حدّ التهديد بفقدان مناصبهم أو حرمانهم من بعض الامتيازات، في غياب أي جهة وسيطة يمكنها تمثيلهم أو الترافع عنهم.
كما أرجع بعض المهنيين هذا الوضع إلى ضعف الوعي بأهمية التمثيليات العمالية داخل الشركة، فضلاً عن التخوف من ردود فعل المسؤولين، وهو ما ساهم في تفريغ مبدأ التمثيلية من محتواه الحقيقي، وأضعف ثقافة الحوار الاجتماعي التي تُعدّ ركناً أساسياً في أي مؤسسة إنتاجية حديثة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يؤثر سلباً على مناخ العمل والاستقرار داخل الشركة، إذ تبقى القضايا العالقة دون حلول، ويغيب الحوار كوسيلة حضارية لمعالجة النزاعات المهنية، ما قد ينعكس على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وفي ختام هذه الصرخة، يطالب عمال “ألزا” السلطات الوصية بالتدخل العاجل لفتح قنوات التواصل والاستماع إلى مطالب الشغيلة، قصد إيجاد حلول منصفة تضمن التوازن الاجتماعي والمهني داخل المؤسسة، بما يحافظ على حقوق العاملين واستمرارية المرفق العمومي في ظروف سليمة ومستقرة.
