سعيد المرابط
يشهد محيط مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بمدينة الدريوش شرق المملكة وضع بيئي مقلق يُشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة والسلامة الاجتماعية، بعدما تحولت المساحات المحيطة بالمرفق الصحي إلى نقاط سوداء تتكدس فيها النفايات بمختلف أنواعها، من مخلفات الأكل والمواد البلاستيكية إلى الأزبال العامة، في مشهد يناقض تمامًا الصورة التي يفترض أن تعكسها مؤسسة صحية تُعنى بحماية حياة المواطنين والحفاظ على بيئة سليمة.
هذا الوضع الذي يمكن اعتباره كارثة بيئية محدودة النطاق لكنه واسع التأثير، يُبرز ضعف تدبير النفايات داخل المنشآت الصحية، ويُعرّض حياة المرضى والعاملين والزوار لخطر التلوث وانتشار الأمراض، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تُفاقم من انتشار الروائح الكريهة والحشرات الناقلة للأوبئة.
كما يُثير هذا المشهد استياءً كبيرًا في صفوف الساكنة التي تعتبر المستشفى ملاذها الأول في الحالات الحرجة، حيث يرون في هذا الإهمال ضربًا لمبدأ السلامة الصحية وتقصيرًا إداريًا واضحًا.
ويأتي هذا الواقع في سياق أوسع يعكس التحديات التي تواجهها المستشفيات الإقليمية في المناطق النائية، حيث يفتقر مستشفى الدريوش إلى الإمكانيات اللوجستية والتنظيمية الكفيلة بضمان احترام معايير النظافة والبيئة.
فوجود تراكم للنفايات على مقربة من قسم المستعجلات لا يُعدّ مجرد مشكل جمالي، بل خطر حقيقي على الصحة العامة، قد يؤدي إلى تفاقم وضعيات المرضى وانتقال العدوى داخل المرفق.
وقد عبّر عدد من الفاعلين المحليين والناشطين البيئيين عن استيائهم من تكرار هذه الظاهرة دون اتخاذ إجراءات حازمة، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وعلى رأسها إدارة المستشفى والجماعة الترابية لمدينة الدريوش والمديرية الإقليمية للصحة، من أجل معالجة هذا الخلل وتنظيم عملية جمع النفايات بشكل دوري ومنتظم.
كما شددوا على ضرورة توفير حاويات مخصصة ومغلقة للنفايات الطبية والعامة، وإطلاق حملات توعوية للعاملين والزوار حول أهمية احترام قواعد النظافة.
ويؤكد هذا الوضع البيئي المقلق الحاجة الملحّة إلى اعتماد استراتيجية شاملة لإدارة النفايات داخل المؤسسات الصحية، بما يضمن سلامة المواطنين ويُعزّز ثقة الساكنة في النظام الصحي الإقليمي، انسجامًا مع الرؤية الوطنية الرامية إلى تحقيق تنمية صحية وبيئية مستدامة.
