اليوسفية _ الزهراوي
تتنامى بمدينة اليوسفية في الآونة الأخيرة ظاهرة تجوال الأطفال ليلا في الشوارع ومحيط المقاهي والمحطة الطرقية، حيث يُشاهد قاصرون في ساعات متأخرة يمارس بعضهم التسول أو سلوكيات خطرة قد تعرّضهم للاستغلال أو الانحراف.

هذا المشهد المتكرر يثير قلق السكان والمتابعين، باعتباره مؤشراً على وضع اجتماعي يحتاج إلى معالجة جدية.
ويربط عدد من المهتمين هذه الظاهرة بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة تعيشها بعض الأسر، ما يدفع بالأطفال إلى الشارع بحثاً عن مورد بسيط أو هروبا من أجواء أسرية مضطربة.
كما أن ضعف التواصل داخل الأسرة وغياب المرافقة اليومية يسهمان في ترك القاصرين دون توجيه أو حماية، الأمر الذي يجعلهم عرضة لمخاطر مختلفة، خاصة في ساعات الليل.
ويضاف إلى ذلك احتمال استغلال بعض الأطفال في أنشطة غير قانونية تستفيد من هشاشتهم وغياب المراقبة.
ويرى مختصون في المجال الاجتماعي أن الحد من هذه الظاهرة يبدأ أولا من الأسرة نفسها، التي يقع على عاتقها واجب المتابعة اليومية والتوعية المستمرة بمخاطر التواجد في الشارع ليلاً، إضافة إلى خلق مساحة تواصل تسمح للأطفال بالتعبير عن احتياجاتهم ومشاكلهم.
كما يبرز دور الجمعيات العاملة في مجال حماية الطفولة، التي يفترض أن تقدم الدعم والمواكبة للأسر الهشة، وأن تنسّق مع السلطات المحلية لإطلاق مبادرات موجهة للفئات الأكثر عرضة للخطر.
ويؤكد فاعلون محليون أن معالجة الوضع تتطلب مقاربة شمولية تشمل تفعيل القوانين المتعلقة بحماية الطفولة، وإطلاق حملات تحسيسية تستهدف الأسر والمجتمع، فضلاً عن إحداث فضاءات للرعاية والاستقبال توفر بديلاً آمنا للأطفال الذين يفتقرون للدعم الأسري.
فالمسألة، حسب قولهم، لم تعد مجرد سلوك فردي، بل ظاهرة تستدعي تدخل متكامل يضمن حماية الأطفال وصون حقوقهم الأساسية.
إن استمرار تسكّع الأطفال ليلاً في اليوسفية يعكس حاجة ملحّة لإعادة النظر في آليات الدعم الاجتماعي والمراقبة الأسرية، لضمان بيئة آمنة تتيح لهؤلاء الصغار نمواً سليماً ومستقبلاً أفضل.















