زيارة القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية لأكاديمية التعليم بمراكش.

شهدت العلاقات المغربية الأمريكية مؤخرا تحولا استراتيجيا ملفتا خاصة بعد القرار التاريخي للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الذي أصدر مرسوما رئاسيا يعترف بسيادة المغرب الشاملة على كامل صحراءه وتأييد مبادرة الحكم الذاتي وكذلك فتح الولايات المتحدة الأمريكية لقنصلية بمدينة الداخلة.

هذه الحميمية والإنتعاشة التي تشهدها علاقات البلدين كانت حاضرة بقوة خلال الزيارة التاريخية التي قام بها بعد زوال امس الجمعة 5 مارس 2021 القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب لورانس راندولف ووفد هام مرافق له الى مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، للتباحث و الاطلاع على وثيرة تنفيد وتحقيق أهداف مشروع التعليم الثانوي”، والذي يندرج ضمن “الميثاق الثاني” للتعاون بين المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية. .

وارتباطا ببرنامج الزيارة توجه وفد القنصل العام و مدير اكاديمية مراكش ومسؤولين عن وكالة حساب تحدي الألفية بالمغرب وممثل عن وزارة التربية الوطنية ورئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات الآباء الى إعدادية المنصور الذهبي المتواجدة بتراب مقاطعة المدينة للاطلاع على الحصيلة المرحلية لتنفيذ مختلف مكونات مشروع “التعليم الثانوي”، والذي يندرج ضمن “الميثاق الثاني” كعينة عن المؤسسات التي إستفادت من هدا المشروع.

و قد قدم مولاي احمد الكريمي مدير الأكاديمية للقنصل العام والوفد المرافق له الشروحات والمعلومات المتعلقة بالإنجازات التي تحققت في إطار تنزيل نموذج “ثانوية التحدي”، الذي كان يحمل سابقا اسم “النموذج المندمج لتحسين مؤسسات التعليم الثانوي”. هدا النموذج الذي يتم تنزيله على مستوى 28 مؤسسة للتعليم الثانوي بجهة مراكش آسفي 13منها على مستوى مدينة مراكش.


وهمت الإنجازات التي تم عرضها على القنصل العام على الخصوص استكمال إعداد “مشروع المؤسسة المندمجة”، وكذا الشروع في أشغال إعادة تأهيل بنياتها التحتية، بعداقتناء التجهيزات المعلوماتية والديداكتيكية اللازمة للرفع من جودة التعلمات.

وكما هو معلوم تحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل نموذج “ثانوية التحدي”، الذي يرتكز على دعامة “مشروع المؤسسة المندمج”، بدعم مندمج يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وكذا تشجيع اعتماد منهج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية، فضلا عن توفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.

و يهدف مشروع “التعليم الثانوي”، الذي رصد له غلاف مالي قدره 112 مليون دولار، إلى تحسين جودة وملاءمة برامج التعليم الثانوي (الإعدادي والـتأهيلي) وضمان الولوج المتكافئ إلي هذا التعليم. ويندرج تنزيل هذا المشروع في إطار التعاون الوثيق مع وزارة التربية الوطنية، وذلك في انسجام مع مقتضيات القانون الإطار 51-17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.

و قد أكد مولاي احمد الكريمي على هامش هده الزيارة ان حدث استقبال القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية يشكل لحظة تاريخية بامتياز بالنسبة لأكاديمية مراكش وهي ايضا مناسبة تعكس عمق وتجدر العلاقات المتميزة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية معربا عن ارتياحه وارتياح جميع الأطر التعليمية للدفعة القوية التي أعطاها مشروع ” التعليم الثانوي ” للمؤسسات التعليمية المستفيدة منه على مختلف المستويات، وكذلك القيمة المضافة للبرنامج على البنية التحتية والمردودية والرفع من مؤشرات النجاح.

بدوره عبر القنصل العام عن سروره بتواجده بمدينة مراكش وعن تقديره لحفاوة الاستقبال الدي حضي به والوفد المرافق له . كما اشاد بالتطور والتقدم الدي تعرفه المملكة المغربية في جميع المجالات وخاصة على مستوى تطوير المنظومة التعليمية والتكوينية كما عبر عن اعتزازه وتفاؤله بالتعاون المثمر و بمستقبل العلاقات بين البلدين.


وللاشارة، فالقنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية لورانس راندولف يعتبر من الوجوه السياسية الشابة انضم الى السلك الدبلوماسي الامريكي سنة 2003 وقبل إلتحاقه بالمغرب خلال بداية شهر يناير من السنة الجارية كقنصل عام جديد كان قد شغل عدة مناصب بالولايات المتحدة الأمريكية وخارجها كان اخرها نائب السفير بسفارة امريكا بالجزائر، وهو يتحدث الانجليزية والفرنسية والالمانية والإسبانية الى جانب إجادته وتمكنه من اللغة للعربية التي درسها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.