علمت الجريدة من مصادرها، أنه تم نقل سيدة عمرها 60 سنة، اليوم الثلاثاء 30 مارس الجاري، من مستشفى ايمنتانوت، الى مستشفى محمد السادس بشيشاوة، وبعدما عجز المستشفيان عن تقديم الرعاية الصحية وضمان علاجها، لافتقاد المستشفيين للوسائل والإمكانيات والتجهيزات الطبية الضرورية والأطر الصحية المختصة.
وقد تم نقل السيدة على مثن سيارة الاسعاف إلى المستشفى ابن طفيل التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث تم رفض استقبالها، لتتوجه الأسرة عبر سيارة الإسعاف صوب مستشفى الرازي بالمركب الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش الذي رفض بدوره استقبال المريضة وتقديم العلاجات والاسعافات الضرورية لها، لتنقل الأسرة المريضة مرة أخرى إلى مستشفى ابن طفل، حيث بقيت سيارة الإسعاف مركونة دون أن يتم استقبال المريضة او تقديم المساعدة الطبية لها والتي توفيت حسب أسرتها حوالي الساعة 11 ليلا من يوم الثلاثاء 30 مارس، وإلى غاية الواحدة وعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء 31 مارس، بقيت جثة الفقيدة داخل سيارة الاسعاف، حتى بدأت تنتفخ، لتحضر الأجهزة الأمنية ومصالح اخرى وتأمر بنقل جثمان الفقيدة إلى مستودع الأموات بمراكش.
ونظرا لعدم استقبال المستشفيات للمريضة لتشخيص حالتها الصحية بدقة خاصة ما اذا كانت قد أصيبت بفيروس كوفيد-19، لأنها كانت قد أصيبت بضيق في التنفس أجبرها على الانتقال بسرعة من منطقتها النائية باشمرارن الى امننتانوت فشيشاوة حيث خضعت في إحدى المصحات الخاصة لفحص بجهاز السكانير، ليطلب من الأسرة نقلها بسرعة نحو مراكش علما ان الفقيدة كانت تتلقى العلاج من مرض السرطان.
وفي نفس السياق، اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة، في بلاغ لها، أن الحق في الصحة وتقديم الخدمات العلاجية للمرضى من مشمولات حقوق الإنسان وعلى الدولة توفيرها بشكل مستدام وفعال.
كما اعتبرت رفض استقبال مريض من طرف المؤسسات الاستشفائية يندرج ضمن عدم تقديم المساعدة لإنسان في حالة عوز أو خطر، ورفضا للقيام بالمهام الموكولة للمؤسسة الإستشفائية، ومصادرة للحق في الصحة، إضافة الى كون ذالك إهمالا، مما يترتب عن كل هذه الخروقات فتح تحقيق شفاف وترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من ثبت تقصيره في هذا الحادث المأساوي.
كما أشارت الجمعية أنها تسجل تقصير الإدارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي، ومعها إدارات المستشفيات التابعة لها، في القيام بمهامها وتحملها مسؤولية الإهمال والارتجالية في التسيير واللامبالات في التعامل مع المرضى والمرتفقين وكل الاختلالات التي أصبحت واضحة ومثار استياء من طرف الجمعية في عدة مناسبات.
وتساءلت باستغراب كبير، عن غياب المندوبية الجهوية للصحة وعدم تنسيق عملها مع ادارة المركز الاستشفائي الجامعي ، في حالة وفاة المريضة بفيروس كوفيد 19، مما يجعل المصالح الصحية مخلة بالتزاماتها بالتكفل بالمصابين بالفيروس، ويفذ الخطابات الرسمية.
كما أنه من الواجب على السلطات المعنية تحديد أسباب الوفاة بإجراء تشريح طبي من طرف الخبراء لتحديد أسباب الوفاة وإنجاز التقارير الطبية في ذلك وإخبار عائلة الضحية بالنتائج.