
سلط لقاء دراسي، اليوم الاثنين بمراكش، الضوء على مكانة الماء في التخطيط الحضري والمعماري، وذلك بمشاركة عدد من المؤسسات الوطنية والدولية وفعاليات مدنية ومهندسين معماريين وأساتذة جامعيين وطلبة مهندسين.
ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمته المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع المجلس الجماعي لمراكش ومجلس جهة مراكش آسفي ومنظمة “الإسيسكو” ومرصد واحة النخيل بمراكش ومجموعة من الشركاء المحليين والدوليين، في إطار الدورة التاسعة لملتقى المعمار الدولي.
ويأتي ضمن برنامج فعاليات “مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024” المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وخلال هذه التظاهرة تدارس مجموعة من الفاعلين الدوليين والمحليين السبل الجديدة والمبتكرة للمحافظة على ذاكرة الماء وتثمين ثقافته، باعتبارها من أبرز العناصر التي تميز مدينة مراكش العريقة، حيث يتجلى تاريخ عريق وتراث ثقافي غني في استخدامات الماء وتأثيرها على الحياة اليومية والفنون والعمارة في المدينة.
وبهذه المناسبة، أوضح مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، عبد الغني الطيبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة تعرف مشاركة عدد من المؤسسات الجامعية المغربية ومراكز الأبحاث والمؤسسات المتخصصة في مجال الماء والاقتصاد الدائري، فضلا عن مؤسسات جامعية وبحثية من إيطاليا وإسبانيا وسويسرا.
وأشار إلى إدخال مجالات الماء والاقتصاد الدائري في صلب العملية التكوينية داخل المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش خلال السنوات الماضية، مضيفا أن الطلبة من خلال العمل إلى جانب مختلف المؤسسات ذات الصلة بالموضوع سيصبحون متخصصين في هذه المجالات المهمة، لا سيما في سياق التحديات البيئية التي يشهدها المغرب.
وأكد المتدخلون على أنه في سياق التطور التكنولوجي، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل وإدارة المخاطر البيئية لا سيما المتعلقة بالموارد المائية بطريقة فعالة، معتبرين أن من شأن ذلك الإسهام في تحسين استدامة استخدامات الماء وتحفيز الاقتصاد الدائري.
وأبرزوا أيضا، امكانية استخدام التكنولوجيا في تصميم أنظمة الري والتنبؤ بحالات الندرة المائية، مما يعزز من جهود الحفاظ على الموارد المائية كمصدر ضروري لتقدم المجتمعات وضمان رفاهيتها ووجودها داخل المشاريع المعمارية الحضرية.
كما شدد المتدخلون على ضرورة اعتبار الماء مادة حيوية مجتمعية ضرورية للحياة والرفاه وبالتالي وجوب الحفاظ عليها من الاستنزاف والاستخدام غير المعقلن، مسلطين الضوء من جهة أخرى، على أهمية الاعتماد على المقاربات المبتكرة بدل التقليدية من أجل بناء استراتيجيات متكاملة ودقيقة لتدبير المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية.
وأجمع المشاركون على مركزية البحث العلمي في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للحد من الإجهاد المائي وضمان استدامة المياه للأجيال الحالية والمستقبلية.
يشار إلى أن ثقافة الماء تعتبر جزء أساسيا في التراث العريق للمدينة الحمراء، حيث يتجلى تأثيرها العميق في التصاميم المعمارية والتخطيط الحضري في المدينة، وكذا من خلال الينابيع والخطارات وقنوات تصريف المياه التقليدية، فضلا عن المعمار المائي الذي يشكل جزء من جمالية المدينة وتنوعها الثقافي.
Be the first to comment